في غمرة الانتظار

الكاتب: عائشة النعيمي
عن الكاتب: رئيس الخدمات الاجتماعية في الصحة الأولية
التصنيف: غير مصنف

طلب أحد ملوك الهند من وزيره أن ينقش جملة على خاتمه إذا قرأها وهو حزين فرح، وإذا قرأها وهو سعيد حزن، فنقش الوزير على خاتمه "هذا الوقت سوف يمضي".

تأتي مسرعاً مرهقاً من عبء السفر، فتضطر لانتظار إجراءات لا تعرف كم ستطول رغم كل الجهود المبذولة لتسريعها، تشعر بالتعب والارهاق وربما بالجوع، قد يبكي الأطفال حولك فيزداد ضيقك رغم تعاطفك معهم، تعلم أن كل ما تحتاجه هو أن تجعل الوقت يمضي، ترغب بنقلةٍ في الزمن تخرجك مما أنت فيه، لكن الزمن يمضي بدقاته المعتادة غير آبه بنا.

لكننا نعلم أن مشاعرنا هي التي تجعل الزمن يمضي سريعاً إن كنا سعداء أو بطيئاً إن استغرقنا في الضيق، إذن نحن نملك السيطرة على معادلة الزمن إن تحكمنا في مشاعرنا وأفكارنا.

وفي هذا الوقت الذي تتكاتف فيه الجهود المخلصة للتصدي لفايروس كرونا، ويتم اتخاذ العديد من الإجراءات على مدى واسع في البلاد، نجد أننا نحتاج إلى أن نتعامل بإيجابية وبروح المسؤولية العالية مع مسألة الانتظار وإن تعددت أماكنها (المطار أو المستشفيات أو المراكز المتخصصة)، لذا ننصح بمحاولة القيام ببعض الخطوات التي ستساعدك في تجاوز محنة الانتظار:

  1. تعاون مع تعليمات الفريق الطبي ليتمكنوا من القيام بواجبهم ومساعدتك ومساعدة الآخرين فهم هنا للمساعدة في تجاوز هذا الوقت.
  2. اجلس بهدوء وتنفس بعمق وركز على أنفاسك في الشهيق والزفير، ويمكنك عد الأنفاس والتركيز على ذلك، ستزيد بذلك كمية الاكسجين في جسمك مما سيعزز صحتك الجسدية والنفسية ويشعرك بالراحة والقدرة على الاحتمال.
  3. إن استطعت ادعُ من حولك لمشاركتك الهدوء والتنفس، فمشاركة الآخرين ستولد جواً من الطمأنينة والتعاطف.
  4. قدم المساعدة لمن حولك إن استطعت، فالمساعدة تعود عليك بالرضا والسعادة وتغني تجربتك الحياتية.
  5. تواصل مع أصدقاءٍ أو أهلٍ لم تتمكن من التواصل معهم في غمرة انشغالك بحياتك اليومية ومتطلباتها، سيهبك ذلك الرضا وبركة دعائهم لك.
  6. أعد التفكير في أولويات حياتك، فهذا الوقت ملكك الآن وليس لديك أي مهام، أعد تخطيط حياتك بما يساعدك على إحداث تغيير عند عودة حياتك لمجراها الطبيعي.
  7. استرجع أثناء انتظارك تجارب الماضي، قيمها، واستفد منها، وتجمّل بالحمد والشكر الجزيل لما استفدته من هذه التجارب.
  8. اجعل من هذا الوقت فرصة للحمد والامتنان والتفكر في أكبر قدر ممكن من النعم التي حظيت بها.
  9. استرجع اللحظات الجميلة التي مررت بها سابقاً لتكون زاداً يمنحك الإيجابية اللازمة للتعامل مع الاجراءات التي تهدف لسلامتك.

وفي كل الأحوال تذكر أن هذا الوقت وإن بدا لك بطيئاً فإنه سوف يمضي، وكم سيكون جميلاً أن تشعر بعد مضيه أنه كان فرصة للعطاء والتفهم والتعاون وزيادة الثقة بالنفس، وذلك عندما تعيشه بإيجابية وتخلق منه تجربةً حياتيةً خاصة.

وتذكر أن هناك الكثير من الناس الذين يتابعون ما يجري ويستلهمون القوة من إيجابتك في التعامل مع هذا الظرف الطارئ، ويدعون لك ويهتمون لأمرك وحريصون على صحتك.

وفي النهاية نعود للقول إن تكاتف الجهود وتقدير كل منا للآخر ومساندتنا لبعضنا البعض ستساعد على جعل الوقت يمضي، وسينتهي بنا الأمر للصحة والسلام الداخلي الذي نعمل ونتعاون جميعاً للوصول إليه.