"جراحات السمنة .. الدواعي والآثار"

الكاتب: الدكتورعامر ابراهيم الدرازي
عن الكاتب: استشارية جراحة عامة وجراحة مناظير وجراحات السمنة
التصنيف: جراحة

لقد حققت العمليات الجراحية لعلاج السمنة نجاحا باهرا للحالات التي تعاني من امراض السكري والضغط والكوليسترول، حيث استطاعوا التخلص من الوزن الزائد في الجسم والدهون في مختلف مناطق الجسم التي كانت تشكل خطرا على صحتهم، وانتظمت وظائف الجسم واستطاعوا التخلص من 80% من العلاجات والأدوية التي يستخدمونها طوال فترة حياتهم، ويستخدم المنظار الجراحي لإجراء جراحات السمنة للتخلص من 70-90% من الوزن الزائد عن طريق عملية تصغير المعدة " Sleeve Gastrostomy " أو تحويل مسار المعدة،  "Gastric Bypass"،  والتي تستغرق ما بين 60 – 90 دقيقة فقط، ومن ثم يمكث المريض بعد العملية يومين للتعافي وبعدها يستطيع الخروج للمنزول وفي غضون اسبوع يستطيع ممارسة حياته الطبيعية وجميع الانشطة اليومية.

ومن خلال مستشفيات مملكة البحرين الحكومية والخاصة تُجري سنوياً نحو 500 عملية جراحية لعلاج السمنة، غالبيتهم من السيدات، لافتاً إلى أن أكثر من 40% من السيدات يقبلون على إجراء جراحة السمنة كتجميل والرغبة في جسم رشيق وليس كعلاج.

 

أن جراحة السمنة تُجرى بشروط، إذ ينبغي أولاً حساب طول ووزن الشخص والحصول على كتلة الجسم، فهذا النوع من العملية تُجرى للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بحث تتعدى كتلة جسمهم قياس 40 فأكثر، أو أن يكون الشخص يعاني من أمراض بسبب السمنة كالسكري والضغط والكولسترول وآلام المفاصل أو ألم في الظهر، وهذه العملية للعلاج وليس للتجميل، مع الأخذ في عين الاعتبار عمر الشخص ونمط حياته.

وتتمثل مختلف جراحات وعلاج السمنة، في بالون المعدة، والحلقة، والتكميم، والتحويل العام، والتحويل المصغر، ويتم شرح طريقة إجراء العملية، وإيجابياتها وسلبياتها ومضاعفاتها المحتملة، وجميع هذه العمليات تجرى لمساعدة المرضى لإنقاص الوزن ويرجع الأساس إلى إرادة الشخص وعزيمته على إنقاص وزنه، فهناك الكثير من الأشخاص يتمكنون من إنقاص وزنهم من خلال الغذاء السليم الصحي وممارسة الرياضة وتغيير نط حياتهم للأفضل.

 

أن الدراسات الحديثة كشفت بأن معدل الحياة لذوي السمنة المفرطة أقل من ذوي الوزن الصحيح بعشر سنوات، وأن أنماط الحياة الخاطئة التي باتت تغزو حياتنا لها العامل الأكبر في التسبب بالسمنة ومضاعفاتها وتأثيرها على وظائف الأجهزة الأخرى في الجسم. وحول آلية تحويل المرضى لعيادة الجراحة لعلاج حالات السمنة يأتي أما من المراكز الصحية أو من خلال العيادات الأخرى بالسلمانية مثل عيادة الباطنية أو الغدد الصماء أو الاوردة، حيث يتم تحويل الحالات التي لديها السمنة المفرطة وتشكل خطر على الصحة العامة، أو السمنة مع المضاعفات مثل سكري الدم وامراض القلب وضغط الدم والكوليسترول، ويتم استقبال هذه الحالات وعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من تطابق الشروط والمعايير اللازمة لعلاجها جراحيا من قبل فرق طبية مختلفة بالسلمانية.

 

أن هذه العمليات بواسطة المنظار الجراحي أضافت مميزات كثيرة للمجمع والمريض من حيث تقليل فترة البقاء وتقليل الموارد المستخدمة، وكذلك تقليل المضاعفات التي قد تحدث للمريض بسبب صغر الجرح بواسطة المنظار وتقليل انتقال العدوى بالمستشفيات، ولكن قد تحدث مضاعفات تقدر بحوالي 5% من معدل الجراحات الكلي، حيث يتعرض المرضى لنزيف أو تسريب ولله الحمد يستطيع الطبيب معالجة هذه الاعراض، وقد تحدث تأثيرات جانبية لعملية تحويل مسار المعدة،  "Gastric Bypass"  والتي تتمثل في نقص بعض الفيتامينات وعلى المرض تناول جرعات من الفيتامينات مثل الحبوب بشكل يومي وأبر بشكل شهري على مدى الحياة.

وتستقبل عيادة الجراحة حوالي من 5 – 6 حالات في الأسبوع الواحد محولة من مختلف الجهات بالوزارة ، والتي تعاني من السمنة وتحتاج لتدخل جراحي للحد من المضاعفات وتكثر في الفئة العمرية ما بين 25- 30 عاما وتزيد لدى النساء،  ويتم تدارس هذه الحالات بشكل وافي قبل الخضوع للعملية، وتستوفى فيها شروط منظمة الصحة العالمية "WHO"   بحيث يجب أن تزيد كثافة معدل الجسم على 40%، واكثر من 35% مع وجود مضاعفات السمنة، كذلك تجرى فحوصات هرمونية للتأكد من عدم وجود خلل هرموني يؤدي للسمنة، وفحوصات مختبرية واشعاعية على الكبد والمعدة وبباقي وظائف الجسم، وبعد ذلك يتم معاينة الحالة بشكل كلي من قبل فريق طبي يضم التخدير وامراض التنفس والصدرية والباطنية والجراحة إلى جانب الطب النفسي، لقرار استيفاء الشروط لإجراء عملية السمنة.

 

وعلى المرضى الذين خضعوا لمثل هذه العمليات الالتزام بالإرشادات الصحية التي تكفل للمريض الوقاية من المضاعفات وعدم رجوع السمنة مرة أخرى في حالات نادرة لا تزيد عن 2%، مثل اتباع حمية معينة بعد العملية لفترة معينة والالتزام بالفيتامينات الضرورية التي قد يفقدها الجسم، والالتزام بأنماط الحياة الصحية مثل التغذية السلمية والتمارين الرياضية وتجنب ضغوطات الحياة.