الصحة النفسية والاجتماعية للمرأة . ( إكتئاب ما بعد الولادة)

الكاتب: لطيفة سعيد
عن الكاتب: باحثة اجتماعية
التصنيف: الأمراض والمشاكل الصحية

تختبر النساء في دورات حياتهن، العديد من المشاعر والتغيرات غير المريحة نتيجة العوامل البيولوجية والجسمية ونتيجة لتغير أدوارهن الاجتماعية وزيادة مسئولياتهن، وتتأثر تبعا لذلك الحالة الشعورية والنفسية والمؤثرة على مجريات حياتهن بشكل أو بآخر.

وتشير التقديرات إلى أن النساء أكثر تردداً على العيادات النفسية بنسبة 60-70 بالمائة من الفئات الأخرى، وإن كان الحديث يكثر ويطول عن المرأة وعن أدوارها و حقوقها وتمكينها في مختلف المجالات، فإن الحديث عن صحتها النفسية والإجتماعية لا يقل أهمية، فواحدة من الخبرات التي قد تمر بها المرأة أثناء فترة الحمل والإنجاب والأمومة هي حالة إكتئاب الحمل ومابعد الولادة.

وحسب الحقائق المنقولة عن منظمة الصحة العالمية أنه تعيش  أكثر من 135 مليون امرأة، كل عام تجربة الولادة وتواجه نحو 20 مليون منهن أمراضاً واضطرابات لها علاقة بالحمل ومابعد الولادة ويشكل الاكتئاب واحد من قائمة هذه الاضطرابات، حيث تصاب 12-16 بالمائة من النساء بالاكتئاب وتشكل المراهقات ربع هذه النسبة، ما معناه أن إمرأة واحدة من أصل 6 نساء مصابة بهذا الاضطراب، والذي يعرف على أنه اضطراب أنثوي ممكن علاجه، يميزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية ويكون مقرون عادة باستمرار الأعراض لمدة اسبوعين على الأقل.

ويمكن حصر الأسباب المؤدية الى ظهور اكتئاب عقب الولادة الى التغيرات الهرمونية السريعة ومدى صعوبة الولادة والارتباط النفسي بين الأم والمولود وفشلها في الرضاعة الطبيعية وما يتبعه من مشاعر، إضافة إلى سيكولوجية الزوج وما يقدمه من دعم هو وأطراف الأسرة المقربين وظروف السكن والمعيشة والوظيفة ومتطلبات الحياة الأخرى حيث تؤثر هذه الأسباب مجتمعة في نوع وشدة الإكتئاب.

ولايقتصر الحديث عن المرأة في وضعها العادي بل يزداد الأمر سوءاً مع المرأة المعنّفة أو التي تعيش ظروفاً غير مستقرة اجتماعيا كالانفصال أو تعرضها لطارئ من الطوارئ النفسية كالترمل بعد الولادة أو فقدان شخص عزيز حيث بإلإمكان أن نتخيل أي كم هائل من الضغوط والمتاعب النفسية التي تستطيع المرأة احتمالها، لذا وجب تكريس كل الجهود المجتمعية إلى تشجيع التحدث عن الإكتئاب ونشر ثقافة طلب المساعدة وتخطي حواجز الصمت ووصمة المرض النفسي، إن كانت الأسرة مهمة وهي لبنة المجتمع فإن المرأة أو الأم هي عمود الأسرة.

ومن حسن الحظ بأن خطوات العناية الذاتية لها دور في التعافي التدريجي، وممكن للمرأة المصابة بإكتئاب مابعد الولادة إتباعها كالتالي:

  • مراجعة المراكز الصحية في الرعاية الأولية لطب الاستشارة اللازمة.
  • زيادة الوعي والإطلاع والتثقيف بأهمية مرحلة الحمل والولادة والعناية بالمولود.
  • الحرص على أتباع انماط حياتية صحية كالتغذية الجيدة والنوم الجيد والرياضة والـنفس الصحي والإسترخاء.
  • التواصل الايجابي المستمر مع الآخرين.
  • قبول المساعدة من أفراد العائلة والمقربين.
  • السعي لإكتساب مهارات حياتية داعمة كتقدير الذات والتوكيد الايجابي وإدارة الوقت والأولويات ومواجهة الضغوط.
  • البحث عن جماعات داعمة من خلال التحدث لأمهات حديثات الإنجاب.
  • طلب المساعدة النفسية المتخصصة في حال إذا كان الاكتئاب شديد لضمان سرعة التعافي.

 

المراجع:

  1. مقدمة علم النفس د. راضي الوقفي. دار الشروق للنشر و التوزيع، القاهرة، 2014.
  2. الدليل الشامل لكل موضوعات الإكتئاب/ كارين ك بريس، تعريب دكتور بدر محمد العدل، مكتبة الشقري، الرياض،2010.
  3. الموقع الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية. www.who.int/ar/