داء السكري وشهر رمضان

الكاتب: د. عبير محمد الغاوي
عن الكاتب: القائم بأعمال مدير ادارة تعزيز الصحة
التصنيف: الرعاية الصحية

لقد خص الله شهر رمضان بميزات وفضائل عظيمة جعلت هذا الشهر عزيزاً على نفس كل مسلم ومسلمة يترقبه الفرد ويسعد بقدومه ويفرح لما فيه من صيام وصلاة وعبادات. ولأن صيام شهر رمضان يعني تغيير النمط الغذائي المعتاد للشخص المصاب بداء السكرفلابد من مراعاة  تأثير ذلك على الحمية والعلاج الدوائي للمريض. وبشكل عام يستطيع معظم مرضى السكري الصيام بأمان مع ضرورة اتباع ارشادات تختص بالحمية الغذائية والعلاج  الا ان البعض منهم لا ينصح  بالصيام وذلك بناء على عدد من العوامل سنتطرق لها بعد قليل ولا بد من التأكيد من انه لا توجد هناك قاعدة عامة يمكن ان يتبعها  جميع المرضى، بل يختلف الحال من مصاب لآخرو لذلك فان زيارة الطبيب هي اهم خطوات الاستعداد التي يجب ان تقوم بها  قبل رمضان  بشهر واحد على الاقل ليحدد لك ما اذا كان الصوم ليس خطراً عليك و ليساعدك في ضبط العلاج من حيث التوقيت والجرعة.

 

  ويمكن تصنيف مرضى السكري حسب طبيعة العلاج الى ثلاثة مجموعات كالتالي:

أ- العلاج المعتمد على الحمية الغذائية فقط:هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بأمان بل ان الصوم يقدم لهم فائدة عظيمة خاصة ان كانوا من اصحاب الوزن الزائد حيث يساهم الصيام في تخفيف الوزن ولكن عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل ضمن الحمية المعتادة بها اثناء الأيام العادية مع مراعاة تقسيم الفترة ما بين الافطار والسحور ليتم تناول ثلاث وجبات خلالها على فترات متساوية على أن تكون وجبة السحور متأخرة ومتكاملة غذائيا

ب- العلاج المعتمد على الحمية الغذائية وتناول الأدوية المساعدة لتخفيض نسبة السكر بالدم:
عدد كبير من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام باتباع النظام الغذائي السابق ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام لتغيير جرعة و نظام أخذ الدواء و بوجه عام اذا كان المريض يتناول الأقراص مرة واحدة صباحا ، عليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الأفطار. أما اذا كان يتناول الأقراص مرتين او  ثلاث مرات يوميا يوميا ، فلا بد من مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام
 

ج- العلاج المعتمد على الأنسولين
يستطيع الكثير من مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين في علاجهم صوم شهر رمضان  خاصة المرضى الذين  يحتاجون حقنة واحدة بحيث يمكن أخذها قبل الافطار.اما المرضى الذي يحتاجون الى حقنتين او اكثر في اليوم فعليهم استشارة الطبيب حول امكانية  الصيام ومن ثم  تعديل الجرعات ، مع ضرورة فحص نسبة السكر بالدم خاصة خلال الأيام الأولى من رمضان وعدم الاستمرار بالصيام اذا حدث هبوط في السكر في اي وقت خلال فترة الصيام. ومن شروط الصوم لدى المرضى المعتمدين على الأنسولين ما يلي :
· اذا كانت الحالة المريض مستقرة ومنضبطة قبل شهر الصوم)الهيوجلوبين السكرىA1C أقل من  (7
· اذا لم  يعاني المريض من تكرار هبوط  سكر الدم أو نوبات الحامض الكيتوني السكري فى الثلاثة الشهور السابقة لشهر رمضان.

· استخدام المريض لجرعات معتدلة من الأنسولين (فلا ينصح بالصوم اذا كان يستخدم جرعة تزيد عن 40 وحدة / جرعة).

عدم وجود مضاعفات خطيرة لمرض السكر ( اي وجود حالة متقدمة من امراض الشبكية و الكلي والقلب)

وأخذاً بالرخصة الشرعية إتباعاً لقوله تعالي (فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فأن هناك بعض المرضى ممن لا يسمح لهم بالصيام حفاظا على صحتهم  وهم الذين يعانون من المشاكل الطبية الآتية  :
مرض السكرى الهش (نوبات من إرتفاع أو إنخفاض شديدين في سكرالدم أو كلاهما بشكل متكرر).
المرضى الذين يحتاجون لعدة مرات من الحقن بالأنسولين ثلاثة مرات أو أكثر.
إرتفاع السكر الشديد او حدوث نوبات هبوط فى الأسابيع السابقة لرمضان.
 إصابة المريض فى الثلاثة شهور السابقة لرمضان بارتفاع السكر المصحوب بالأسيتونDKA .
المريض الذى يعيش بمفرده وقد تداهمه نوبة هبوط للسكر ولا يجد من ينقذه.

إعتلال الشبكية الشديد، أو الفشل أو القصور الكلوى الناتج عن الاعتلال السكرى للكليتين.

جلطة الشرايين التاجية للقلب أو شرايين المخ.
إعتلال الجهاز العصبي اللاإرادى خاصة اذا نتج عن ذلك عدم قدرة المريض على إدراك اعراض هبوط السكر فى الدم.
 مريض السكرى النوع الثانى الذى يعالج بحقن الأنسولين أكثر من مرتين يومياً.
 كما ان  الفئات التالية من المصابين يصعب عليهم الصيام وقد لا ينصح الطبيب بصيامهم ما لم يتم اجراء تقييم فردي و متابعة مستمرة لهم وهم: المصابون بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة و الحوامل و المرضعات المصابات بالسكري و كبار السن.