بنـاء الشخصيـة الايجابيـة

الكاتب: غير معروف
عن الكاتب: -
التصنيف: غير مصنف

 

 

بنـاء الشخصيـة الايجابيـة

 

 

(إن العالم ملك للإيجابيين، أما السلبيين فليسوا سوى مشاهدين)

هذا ما قاله المؤرخ (فرانسوا غيزو) الذي أكد على إن الأشخاص ذوي الشخصية الإيجابية هم ملوك على العالم، إشارةً منه إلى أهميتها وإقبال المتمتعين بها على الحياة، حيث أن الشخصية الإيجابية كالطاقة الجبارة التي تتولد لدى الشخص وتملأ كيانه وتجعله مندفعًا ومقبلاً على الحياة محطمًا بذلك كل العوائق والتحديات.

يُعرف علم الاجتماع الشخصية بأنها مجموعة من الأنماط الفكرية والسلوكية التي يمكن ملاحظة تطورها وإمكانية التنبؤ بحدوثها من سلوك الانسان، نصف سماتها تولد معه والنصف الآخر تتكون من خلال تأثر الإنسان بمحيطه وبيئته، و سواء كانت جوانب الشخصية مكتسبة أو متوارثة فإنها مرنة وقابلة للتطوير والتغيير.

والإيجابية بشكل عام تتلخص في أن يكون الشخص متفائلًا وواثقًا من نفسه ويفكر بالجوانب الجيدة للمواقف المختلفة بدلاً من السيئة، وأن يبحث دائمًا عن حلول لأي عقبات قد تواجهه، فأن تكون شخصًا إيجابيًا ليس فرض أو شرط، بل هو اختيار وإصرار.

 يستطيع الفرد بناء وتكوين شخصية إيجابية من خلال تطوير الصفات والسمات الذاتية واستثمارها بالشكل الصحيح، فالوصول إلى شخصية إيجابية يتطلب العديد من المهارات ومن أهمها ما يأتي:

  • الدافع الذاتي: فعندما تقرر أن تكون إيجابيًا يجب أن يكون هذا القرار نابعًا من داخلك، عندها فقط سوف تمتلك الشغف والحماس الذي سوف يدفعك لبناء وتكوين هذه الشخصية متغلبًا على أي عائق من الممكن أن يواجهك.
  • تحويل الحديث السلبي عن الذات إلى حديث إيجابي: فالحديث السلبي عن النفس يمكن أن يؤثر بسهولة، وغالبًا ما يصعب ملاحظة ذلك، لأن هذه الأفكار تتحول إلى مشاعر داخلية وقد تعزز مفاهيمك عن نفسك، لذا فإن عليك أن توقف هذه الرسائل الداخلية والانتقادات عن نفسك عندما تنتبه لها وتستبدلها برسائل إيجابية، على سبيل المثال استبدل (أنا سيئ للغاية) إلى (عندما أحصل على مزيد من التدريب، سأكون أفضل).
  • الرضا عن الحياة والاستمتاع بها: أن تكون شخصًا إيجابيًا لا يعني أن تكون حياتك مثالية أو خالية من المصاعب، ولكن الإيجابية هنا تكمن في النظر إلى الجانب المشرق في جميع الظروف (دائماَ أنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس).
  • مواجهة الصعوبات واكتساب الخبرات: أن تكون شخصًا إيجابيًا يعني أن تركز اهتمامك على إيجاد الحل عند مواجهة الصعوبات (فلكل مشكلة حل(، فضلاً عن الاستفادة من هذه التحديات والصعوبات فالشخص الإيجابي يحول التحديات والصعوبات التي واجهته إلى مهارات وخبرات وتجارب يستند إليها في المستقبل ويتعلم منها.
  • التخطيط الواقعي: فعندما تضع خططًا لمستقبلك لابد أن تكون مبنية على أسس واقعية مراعيًا فيها قدراتك ومواردك وامكانياتك حتى لا تتسلل إليك المشاعر السلبية بعدم قدرتك على تحقيق أهداف من المستحيل تحقيقها (إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل).
  • الانخراط في العلاقات الاجتماعية الناجحة والفعالة: فعندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين، ستسمع وجهات نظر إيجابية وقصص إيجابية، سوف تؤثر كلماتهم الإيجابية على تفكيرك، مما يؤثر على شخصيتك.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء: تعد تقنيات الاسترخاء من إحدى الطرق الفعالة في تعزيز الصحة النفسية وتخليص الإنسان من التراكمات السلبية التي تولدها الضغوطات اليومية، فممارسة أحد هذه التقنيات قد تجدد الروح الايجابية في النفس.

وهكذا نرى بأن الشخصية الايجابية لها مكانة هامة وأهمية محورية في تحديد نظرة الإنسان للحياة، وفي تأمين فرص النجاح بكافة جوانبه وتحقيق الاستقرار النفسي بشكل كبير، فكن إيجابيًا ومتفائلاً واستمر في الإصرار والتقدم.

 

 

بقلم: نجود الرويجح

باحثة اجتماعية – الصحة الأولية

المراجع:

1-أحمد عبدالصادق: " كتاب الشخصية المتكاملة "، مصر: مكتبة النافذة – ط1، 2008.

  1. محمود مسعود العجمي : "كتاب كن إيجابياً .. تفاعل مع الحياة " الكويت: مكتبة الفيصل، ط1، 1996.
  2.  مقال : "صفات الشخصية الإيجابية " الموقع الإلكتروني: https://www.hellooha.com/