لأن وطني الحبيب غالي وخدمة الوطن حياة

الكاتب: غير معروف
عن الكاتب: -
التصنيف: غير مصنف

الكاتبة: د فاطمة حسين بن جمعة

طبيبة عائلة

لأن وطني الحبيب غالي وخدمة الوطن حياة... ومن منطلق هذا المفهوم وكوني من أبطال الصفوف الأمامية في ظل جائحة كورونا، فإنه من واجبي تجاه وطني أن أكرس جهدي ووقتي بلا تردد او كلل...

 مرت الايام كلمح البصر وتوالت الاشهر ولم اتردد خوفا او اتوانى عن مواجهة الجائحة في مراكز العزل تارة، في المطار تارة، واخر الاشهر في مركز المعارض الدولي للفحص، على ثقة تامة انها غيمة سوداء وستنجلي بجهودنا المستمرة....وستشرق

امتلأت شوقاً في ظل تلك الظروف الصعبة لأطفالي الصغار، الذين اشتاقوا لحنان والدتهم واشتقت لأحضنهم... فكانت تمر اياما لا أستطيع لقياهم فيها.... كم اشتقت لرسم ذكريات جميلة مع ضحكاتهم.. ولكن .... واجبي وبفخر ان اكرس ايامي لبلدي العزيز  .... في هذه الطارئة....

ولا يغفل عن الذكر والدي ... ووالدتي ... الحبيبين العزيزين الذين اشتاقوا لرؤيتي واشتقت إلى تقبيل جبينهم حبّاً، فكنت لا أجرؤ على رؤيتهما قبل ان اعمل الفحص حرصا على سلامتهما..... فكانت تمر الاشهر وانا لا اكون قربهم ولا لحضنهما سبيلا..... مصدر طاقتي و حياة قلبي ... بعيده عنهم....

ولكن .... شاءت الأقدار منعطفاً آخر في حياتي، فكان الخبر كالصاعقة .... وأصيبت والدتي مما كنت اخشاه في هذه الظروف القاهرة،،،،،،بهذا المرض.... مما ضاعف جهدي، كانت لحظات وليالٍ عُشت فيها بين قلق وأرق وخوفٍ ودعاء، راجية من قلبي أن أراها بصحة ،،

وتوالت الأيام وقد ساءت حالتها وأُدخلت العناية القصوى،،،، في هذه الاثناء... كنت أؤدي عملي في الصفوف الأمامية بكل طاقتي ...وما ان انصرف حتى انطلق بلهفة لاكون قرب والدتي حبيبتي وأتابعها بحرقة في العناية القصوى في ما تبقى من يومي،،،؛ لا اذكر كم يوم مر بدون رؤية اطفالي الصغار،،،،

ولم يكتف القدر بذلك، فقد دخلت والدتي الحنون في غيبوبة المرض، ما أرهق قلبي وخوفي عليها سيّما وأنها لم تكن تستجيب للعلاج ....إلى أن شاء قضاء الله أن تنتقل إلى جواره رحمها الله.....

رحيلها صهر قلبي حزناً،،،، وعيناي ظلّت باكية ساهرة،،،، فآخر ذكرى للقائي بها كانت في مقر عملي....نعم مقر عملي بمركز المعارض حين كانت هناك للفحص... وهناك فقط... فها انا حين ازاول عملي ... كل يوم ...

لهاللحظة والتو، أراها امام عيني في الافق البعيد بتلك العباءة... تنتظر دورها للفحص... فأمسح دموعي بسرعه.. حتى استقبل المرضى ضيوف مركز المعارض بالابتسامة والترحيب....

فلا يسعني الا ان ادعوا لها بالمغفرة.....

تلقيت من والدي ... ملك البلاد المفدى، الملك حمد الغالي، تعزية على فقدي لوالدتي العزيزة... وكان لذلك وقع واثر كبير جدا على قلبي...

بعد مرور اسبوع فقط على وفاة والدتي... انطلقت مجددا لاكون في مواجهة الجائحة.. في مركز المعارض.... موقع اخر لقاء لي بوالدتي..... رحمها الله...

حب الوطن العزيز وردّ الجميل له كوني ابنته واجبٌ على عاتقي يغرس في داخلي أملاً وقوة راسماً في طريقي اعتزازاً بكوني بطلة من أبطال الصفوف الأمامية وقدرتي على مواجهة هذه الجائحة وما يمكنني من تقديمه من خدمة الوطن.

بين عيون مغرورقة بالدموع، عملي سأنويه صدقةً جارية عن والدتي العزيزة رحمها الله واسكنها فسيح جنّانه.

لأجل غاليتي البحرين ووطني الحبيب .... والدي حمد... وعائلتي العزيزة...