التحذير من خلطات العطارين والأدوية العشبية

الكاتب: الصيدلانية عفيفة بدر
عن الكاتب: رئيس سلامة المواد الاستهلاكية
التصنيف: التجميل

من يُتابع النشرات الإعلامية المتعددة وخاصة الدعائية فإنه يجزمُ بأنها لا تكاد تخلو من دعايةٍ أو ترويجٍ لمنتجاتٍ مختلفة على أنها أعشاب طبيعية أو مستخلصاتٌ عشبية تستخدم في علاج العديد من الأمراض المختلفة أو في إنقاص الوزن والتخسيس، ويُدعّي من يروجها بأنها آمنة ولا تتسبب في أضرار جانبية وهذا ما يعزّز من انتشارها.

كما نجد قيام بعض العطارين بعمل خلطات عشبية عشوائية وبيعها بإدعاءات طبية لعلاج ضغط الدم والسكر والعقم والتكيس في المبايض والضعف الجنسي وغيرها من الأمراض المستعصية. 
وبعد شيوع هذا النوع من الدعايةِ عن الخلطات العشبية، سواء المحضرة محلياً عند العطارين أو المستوردة من الخارج فإنه لابد من توجيه وتثقيف المستهلك البسيط لحمايته من الغش والتدليس والخداع من تلك الإغراءات. 

تحذير من خلطات العطارين:

1. يقوم العطارون بتحضير خلطاتهم العشبية بطرق عشوائية غير مدروسة من حيث نسب الأعشاب الموجودة في الخلطة، بسبب جهلهم بالمواد الفعالة والغير فعالة في العشب مما يجعل تلك الخلطات خطراً على المستهلك. 

2. مصطلح "أعشاب طبيعية" الذي يستعمله العطارون للترويج عن خلطاتهم لا يعني أنها آمنة وليس لها أضرار صحية عند الاستخدام أو كما يُقال إن لم تنفع فهي لا تضر، فالعديد من الأعشاب قد تكون سامة بسبب بنيتها الكيماوية وتسبب آثار جانبية مثل التليف في الكبد أو الفشل الكلوي والعقم أو السرطان كما تضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية.

3. جهل العطارون في تحديد فترة صلاحية الخلطة التي تعتمد على معايير كثيرة كدرجة الحرارة والرطوبة وشدة الضوء ونوعية العبوة مما قد تؤثر جميعها على المواد الفعالة في أجزاء النبات.

4. لا يحق للعطارين مزج أو خلط أعشاب بأعشاب أخرى أو مع زيوت أو عسل أو مواد غذائية أخرى وذِكر الادعاءات الطبية عليها، كما لا يحق لهم تعبئة الأعشاب في أشكال صيدلانية كالتي تباع في الصيدليات أو تحضير الأدوية العشبية واستخدامها لعلاج الأمراض المختلفة لفقر مؤهلاتهم في هذا المجال وعجزهم في تسجيلها عند الجهات الرقابية المعنية وذلك لعدم استطاعتهم تقديم الدراسات العلمية والشهادات التي تثبت فعالية وسلامة أدويتهم أو وصفاتهم العشبية المحضرة في محلاتهم. 

5. جهل العطارون بالحالة الصحية للمستهلك كوجود حساسية لنوع معين من الأعشاب والمضاعفات التي قد تظهر من جراء استخدام تلك الخلطات العشوائية.

6. يلجأ بعض العطارين إلى أسلوب الغش والتضليل بخلط الأعشاب بأدوية صيدلانية وتباع على أنها طبيعية أو بأعشاب أخرى عديمة الفائدة ويكون المريض هو المتضرر الوحيد عندما يستخدم هذه الخلطات.

7. بعض الخلطات العشبية لا يُذكر فيها المعلومات الأساسية اللازمة عن التركيبة كاسم الأعشاب الداخلة في الخلطة ونسبتها، فهي تعتبر مجهولة المحتوى والمصدر. لذلك تكمن خطورتها في إنها قد تحتوي على مواد تتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى التي يستعملها المريض في نفس الوقت مما يشكل خطراً على صحته.

8. التأكد من نقاوة العشب قبل الشراء حيث أن بعض محلات العطارة لا تهتم بالتخزين الجيد للأعشاب كحفظها في مكان بارد وجاف ولا تراعي عند عرضها للبيع أن تضعها في عبوات استهلاكية نظيفة ومناسبة لتحميها من الغبار والرطوبة والحشرات والتلوث بجميع أنواعه.
9. تحتوي بعض الأعشاب والنباتات على الشوائب والملوثات الكيميائية مثل المبيدات الحشرية التي ترش على النبات لمكافحة الآفات.

10. لا يُنصح بأخذ الاستشارات الطبية والعلاجية من العطارين لعدم اختصاصهم بذلك وليس لديهم ترخيص مهني لتقديم الخدمات التشخيصية لعلاج المرضى بالأعشاب. لذا يجب استشارة الطبيب قبل استعمال الأعشاب وخاصة إذا كان الشخص من المصابين بالأمراض المزمنة وكذلك يجب سؤال الصيدلي عما إذا كان هناك أي تداخلات دوائية معها لضمان السلامة.


تحذير من الأدوية العشبية المستوردة:

تحتاج الأدوية العشبية المستوردة إلى التسجيل والترخيص من الجهات الرقابية المعنية بذلك قبل الاستيراد والبيع وذلك حسب الاشتراطات والإجراءات المعتمدة في ترخيص هذه النوعية من الأدوية، لذا قبل شراءها يجب إتباع الآتي: 

1. عدم شراء أي منتج أو دواء عشبي إلا بعد التأكد من ترخيصه من الجهات الصحية الرقابية الرسمية في مملكة البحرين، لأنه قد يتم منح المنتج ترخيصاً في بلدان أخرى تختلف عن نظم الترخيص ومتطلبات السلامة المُتبعة في المملكة.

2. عدم شراء المنتجات أو الأدوية العشبية عن طريق الإنترنت أو التليفزيون أو الوسائل الإعلامية الأخرى لأنها تكون رديئة وغير مرخصة وثبت احتواؤها إما على مكونات دوائية محظورة أو معادن ثقيلة أو أحياء دقيقة أو تحتوي على بعض الأعشاب الضارة التي لا يسمح باستخدامها وتصنع هذه المنتجات فقط لغرض التصدير للخارج بهدف التجارة والربح المادي.

3. عدم شراء أي مستحضر أو دواء عشبي لا يحمل البطاقة الإعلامية الضرورية باللغتين العربية والإنجليزية مثل مكونات المستحضر وفعاليته وسلامة استخدامه ومحاذيره، بالإضافة إلى اسم المصنع وعنوانه وبلد المنشأ.

4. يجب توخي الحذر واستشارة الطبيب عند استخدام الكثير من الأدوية والمستحضرات العشبية لعدم ثبوت سلامة استخدامها خاصة أثناء الحمل والرضاعة أو عند الأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد والكلى أو قبل إجراء العمليات الجراحية لأن تلك الأدوية العشبية يمكن أن تغير من تأثير التخدير أو الأدوية الأخرى التي يستوجب استعمالها أثناء العملية الجراحية.

5. الأعشاب الطبية تحتوي على مواد فعالة ومؤثرة كالأدوية التي قد تتفاعل وتتعارض مع بعض الأدوية الأخرى والتي تستعمل في نفس الوقت.

6. الحذر من إتباع أي اقتــراح أو نصـــائح من قبل العطارين أو موردي المنتجات العشبية أو في النشرات المرفقة مع المنتج العشبي بإيقاف استخدام أو تغيير جرعة دواء موصوف دون استشارة الطبيب المعالج.

7. عدم استعمال أي دواء عشبي بناءً على خبرة أو تجارب الآخرين لأن الخلطات العشبية أو الأدوية العشبية تختلف في طرق علاجها من شخص لآخر.

8. يجب التوقف فوراً عن استخدام أي منتج عشبي عند ظهور أية أعراض جانبية واستشارة الطبيب والصيدلي بذلك.

9. عدم الانسياق وراء الادعاءات بأن المستحضرات العشبية تمنع أو تقي أو تعالج أو تقضي على الأمراض إن لم يثبت ذلك علمياً أو إذا كانت هذه الادعاءات قد أُقرت من قبل جهات صحية رسمية.

10. الانتباه من الدعايات الإعلانية الوهمية المضللة لبعض المنتجات النباتية والأدوية العشبية حول فعاليتها أو سلامة استخدامها التي لا تدعمها أدلة موثقة. 

11. التعامل بحذر مع الادعاءات التي تذكر أو تنشر دائما بأن العلاج بالأعشاب آمن لكون هذه الأعشاب طبيعية وخالية من المواد الكيماوية المصنعة وليس لها أضرار جانبية ولا تتعارض طبياً مع أي من أدوية الطب الحديث.

12. يجب وضع الأدوية العشبية بعيداً عن متناول الأطفال.