عزيزتي المرأة .. من داخلك ينبع الأمان ..

الكاتب: حنان السيد هاشم
عن الكاتب: باحثة اجتماعية
التصنيف: غير مصنف

إن اعتماد الكثيرات من النساء علي التراث الثقافي والاجتماعي ، وما صاغه لهن من مكانة وأدوار اجتماعية ، جعل منها المصدر الأساسي لديهن للاحساس بقيمتهن والحصول على الثقة والتقدير لأنفسهن ، أصحبت المرأة تعطي الكثير الكثير لتنال كلمة الشكر أو التقدير من أفراد أسرتها أو المجتمع .

هذا على الرغم من تأثر القيم والمعايير الاجتماعية والثقافية بالحياة العصرية خاصة على حياة الأسرة بجميع أفرادها وما أفرزته من مشاكل اجتماعية كالفقر والعنف والتفكك الأسري والادمان والانحلال الخلقي وغيرها من المظاهروالمشاكل الاجتماعية ، والذي يعاني أفراد الأسر منها .

نعم ، إن انتشار ظواهر العنف وسوء المعاملة للمرأة ، بدأت تبرز من خلال كافة القنوات الاعلامية السمعية والمرئية ، مما أدى إلى استصدار القوانين والانظمة الساعية للحد من هذه الظواهر ، إلا أنه وبالرغم من ذلك لاتزال المرأة تتعرض للامتهان والإساءة. وقد ترجع بعض الأسباب لعدم وعي المرأة بقيمتها الانسانية وما تمثله من مكانة وأدوار لايستطيع المجتمع الاستمرار إلا بها .

ونجد العديدات يطرقن أبواب متعددة للحصول على حقوقهن والنجاة بأنفسن من التعنيف ،من هذه الجهات من يستغلها فتزداد حالتها سوء ً ومنها من يعطيها أنصاف الحلول ، إلا أن ما يعيد للمرأة مكانتها وقيمتها الذاتية والاجتماعية وإحساسها بالأمان، يكون انطلاقا ً من رؤية المرأة لذاتها ، حيث أثبتت الدراسات والتجارب المهنية الميدانية في العمل المساند للمرأة المعنفة أن تغير نظرة المرأة لذاتها بشكل ايجابي ينعكس ايجابيا على حياتها فتصل للاحساس بقيمتها الانسانية مما ينعكس بدوره على قدرتها على الحياة بمعية الرجل كشركاء بالمجتمع، وللوصول للتغير الايجابي المطلوب تحتاجها المرأة لتغيير أفكارها الذاتية عن ذاتها والتي ستتجلى في سلوكياتها وتصرفاتها مع نفسها والآخرين ، ويمكننا إدراج مجموعة من الأفكار المهمة للمرأة :

1. تخلصي من فكرة الضحية، حيث أن كل فرد هو المسؤل عن قراراته وتصرفاته وهو قادر على مواجهة الحياة التي يحياها وقد زوده الباري بكل مايحتاجه لحيا حياته .

2. أنظري بايجابية لنفسك والحياة ، منبثقة من الايمان بالله تعالى والتوكل عليه وحسن الظن بتدبيره لجميع خلقه بما فيه مصلحتهم والرضا بقضائه.

3. ثقي في نفسك وتعرفي عليها لتزدادي تواصلا مع ذاتك ايجابيا ً وتقبلي نفسك كما أنتِ ، وستجدين كل من حولك يحبك ويحسن التصرف معك.

4. حددي أهدافك ، عند تحديد أهدافنا نحدد مسار حياتنا ونكسبها قيمة وجودية لأنفسنا والمجتمع , حيث نجد أن كل المتميزيين والمتميزات في العالم كان لديهن أهدافا ً سعوا إلى تحقيقها فنجحوا.
5. أحسني إدارة وقتك ، من خلال استغلال الوقت بما يفيد نحقق الأماني والأهداف .

6. أظهري قوتك وقدراتك ، فالكثيرات من النساء يرين أنفسهن أقل من غيرهن وربما أقل من الرجل ، مما يؤدى إلى انسحابهن وتخلفهن عن المجتمع وعيشهن في تعاسة وصراع دائم ، إلا أن الواقع يقول أن المرأة تمتاز بالكثير من المميزات التي لولاها لهلك الرجل والمجتمع .

7. تعلمي إدارة عواطفك بما يخدم مصلحتك وأسرتك ، نعم تمتاز المرأة بالعاطفة لتحتوي الزوج والابناء بما يحقق للجميع الاستقرار ، إلا أن الانسياق وراء العاطفة فقط مؤذي لجميع الأطراف ، فلابد من تحكم الوعي للعواطف وموازنة الأمور بالمنطق أيضا ً.

8. تواصلي بوضوح وفعالية مع من حولك ، من المعروف أن رسائل المرأة في التواصل غير مباشرة بل هي رمزية وتحتاج التفسير بعض الاحيان على عكس الرجل الذي يتواصل بشكل مباشر ، كما أن الابناء يتعاملون مع الأبوين وفق التربية المتبعة معهم .

9. استرخي واستمتعي بحياتك ، تعدد أدوار المرأة وتعقد الحياة العصرية يذهبان بمتعة الحياة ويفقدانها روعتها ، إلا أن ممارسة الاسترخاء بشكل يومي يفيض على حياتك الهدوء والسكينة اللازمين لحياة سعيدة وممتعة.

10. جددي حياتك بالتغيير والترفيه وكسر الروتين لك ولأسرتك .

11. يمكنك الاستعانة بذوي الاختصاص لمساعدتك لتعزيز ثقتك بنفسك.

نعم، عزيزتي المرأة مشاعر الأمان والسلام الذين تسعين للوصول لهما هما بداخلك ، يحتاجان منك التصالح مع نفسك والوثوق بها وسبر أغوارها وستلاحظين أنك تملكينهما للقيام بأدوارك المهمة بنجاح وتمميز ، نعم نشارك الرجل الحياة ونربي الأبناء ونرتقي في الحياة الاجتماعية والمجتمعية بأهدافنا وتطلعاتنا وطموحنا المرتكز على ايماننا العميق بالله تعالى وحسن ظننا برعايته لنا وحسن تدبير أمورنا .