الاستعداد النفسي للزواج

الكاتب: زهراء عبدالنبي
عن الكاتب: باحثة اجتماعية
التصنيف: غير مصنف

يُعد الاستعداد للزواج قاعدة أساسية لبناء الحياة الزوجية الناجحة، وتأتي أهميته من كونه عملية تهيئة نفسية واجتماعية للإقبال على مرحلة حياتية جديدة، تتضمن التأهيل ووضع مقاييس لاختيار شريك الحياة.

ومن هنا تظهر حاجة فئة المقبلين على الزواج إلى الإلمام بتفاصيل مهمة تتعلق بالاستعداد للحياة الزوجية، تمكنهم من اتخاذ قرار مهم تتوقف عليه حياتهم المستقبلية، ألا وهو اختيار شريك الحياة. ولتتم عملية الاستعداد للزواج على أكمل وجه، ينبغي المرور بالمراحل التالية:

المرحلة الأولى : التهيئة 
إن بناء الأسرة على أسس صحيحة، يبدأ من الاستعداد النفسي لدخول عالم جديد مختلف، فهناك مجموعة من الآليات تساعد المقبلين على الزواج من تهيئة أنفسهم تتمثل في: 

أ‌- تبديد المخاوف : 
ينتاب أغلب المقبلون على الزواج مشاعر القلق والرهبة والخوف من أمور متعددة حول الزواج نفسه أو حول طبيعة العلاقة الزوجية أو مدى القدرة على التوافق مع شريك الحياة أو حتى القدرة على تحمل المسئولية الجديدة. 

والخطوات التالية تعمل على تبديد المخاوف المرتبطة بالزواج:

• التخلص من التوقعات السلبية عن الزواج الناتجة عن الاستماع لتجارب الآخرين الشخصية.
• الحرص على الحصول على معلومات صحيحة ومن مصادر موثوقة حول الحياة الزوجية.
• إدراك الحاجة للوقت الكافي في بناء علاقة زوجية عميقة.
• التخطيط للزواج وتحديد الأولويات.

ب - النظرة الواقعية للزواج : 
من المهم للمقبل على الزواج رسم صورة واقعية عن الحياة الزوجية بما تحمله من مسئوليات والتزامات متعددة. ومما يساعد في ذلك :

• التعرف على الحقوق والواجبات الزوجية.
• إدراك حجم المسئوليات الزوجية والأسرية والاجتماعية الجديدة.
• إدراك أهمية المشاركة والتعاون بين الزوجين
• الاستعداد للمتغيرات المختلفة التي قد تطرأ في الحياة الزوجية.
• تقبل وجود بعض الاختلافات في شخصية الزوجين.
• تقبل فكرة قابلية عدم الاتفاق على بعض الأمور.

ج - المشاركة : 
الحياة الزوجية قائمة على أساس الشراكة، أي تقبل وجود طرف مشارك في الحياة الزوجية بكل ما فيها، من اتخاذ القرارات الأسرية ، ومن تحمل المسئولية بالإضافة إلى المشاركة في الوقت والمشاعر والاهتمامات والطموحات. ولتحقيق المشاركة في الحياة الزوجية لابد من:

• مناقشة كافة الموضوعات المتعلقة بالحياة الأسرية.
• احترام وجهات النظر المختلفة بين الزوجين وتقبلها. 
• تجنب محاولة التحكم في شخصية الطرف الآخر وفرض السيطرة عليه.
• المرونة في التعامل وتقديم بعض التنازلات للطرف الآخر.

المرحلة الثانية: تحديد مقاييس اختيار شريك الحياة

تعتمد نقطة الانطلاق إلى الحياة الزوجية المستقرة بالدرجة الأولى على حسن الاختيار. وليتم الاختيار بشكل سليم، يحتاج المقبل على الزواج أن يضع مقاييس معينة ومعايير مناسبة لتطلعاته لتكون الفاصل الأساسي في تقييم مدى ملائمة الطرف الآخر ليكون شريك حياته، وتتمثل هذه المقاييس في جزئين :

* مقاييس داخلية تركز على وجود التعاطف والتجاذب النفسي المتبادلِ، والتناسب في الأفكار ووجهات النظر، والاتفاق على قيم أخلاقية أساسية والاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة>

* مقاييس خارجية تدور حول التناسب في العمر، والخصائص الجسمية، والمستوى الثقافي والتعليمي والاجتماعي. 

المرحلة الثالثة: التعرف على شريك الحياة 
هناك مجموعة من القنوات التي يستطيع من خلالها المقبل على الزواج التعرف على الطرف الآخر، كمثال الاتصالات والمقابلات التي تسمح بتبادل الأحاديث والمناقشة في الموضوعات المتصلة بالزواج بهدف الإطلاع على الآراء والأفكار والتصورات، والذي من شأنه المساعدة في الكشف عن مدى تقبل كل من الطرفين للآخر.

ويمكن للمقبل على الزواج مناقشة الموضوعات التالية : 

• ملامح الشخصية: للتعرف على شخصية كل طرف للآخر واكتشاف مدى القدرة على التلاؤم والتكيف مع صفات الشخص، والتأكد من أن الاختلافات الموجودة بينهما لن تكون مصدر خلافات في المستقبل وأنه يمكن قبولها والتعامل معها وتفهمها.

• الحياة الزوجية والأسرية: لمعرفة وجهات النظر من حيث التباين والالتقاء، ومحاولة التوافق حول الأمور الجوهرية في حياتهما المستقبلية ( دور الأب ودور الأم، الحقوق والواجبات الزوجية).

• الجانب الديني: لاكتشاف مدى التقارب في التوجهات الدينية بين الطرفين ودرجة تقبل موارد الاختلاف.

ومن هنا نؤكد على أهمية مرحلة الاستعداد للزواج فهي البوابة للدخول إلى عالم الحياة الزوجية وتكوين الأسرة والاستقرار وتحقيق السعادة التي ستكون مرهونة على ما تم تحقيقه في هذه المرحلة.