الفحوص الدورية "اعرف رقمك.....تسلم"

الكاتب: الدكتورة عبير محمد الغاوي
عن الكاتب: طبيبة استشارية
التصنيف: المحافظة على الصحة، الرياضة، والنظام الغذائي

يتحاشى الكثير من الناس زيارة الطبيب بشكل منتظم، وقد لا يفكرون في ذلك إلا في الحالات المرضية الشديدة.. ولعل هناك من يتجنب زيارة الطبيب خوفاً من اكتشاف مرض ما خاصة إذا كان ذلك الأمر يتطلب تغيير نمط حياته و عاداته الغذائية، علماً بأن اكتشاف المرض في بداياته مهم جدا في تحسين فرص العيش وتوفير نوعية أفضل للحياة. وذلك بناء على دراسات علمية تؤكد أن الاكتشاف والتدخل المبكر لكثير من الأمراض يسهل من علاج هذه الأمراض و السيطرة عليها في مراحلها المبكرة بنجاح كما يساهم في منع المضاعفات الناجمة أو يساعد في الحد من المعوقات البدنية الناتجة عنها وإعطاء فرصة لتأهيلها. إن الفحوص الدورية تستهدف الأمراض الأكثر شيوعا والتي قد يؤدي التشخيص والعلاج المبكر لها إلى خفض معدل الوفاة ورفع المستوى الصحي للفرد والمجتمع و من أهمها الأمراض المزمنة الغير معدية مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول وداء السكري والبدانة. حيث تشكل الإصابة بأمراض القلب و تصلب الشرايين والجلطات الدماغية و الأورام الخبيثة السبب الرئيسي للوفيات في منطقة الخليج و مملكة البحرين.

ومن هنا برزت أهمية الفحوص الدورية وهي عبارة عن مجموعة من الفحوص الإكلينيكية والمختبرية الآمنة التي تجرى بشكل دوري حسب عمر وجنس الشخص ومستوى عوامل الخطورة لديه بغرض اكتشاف الإصابة بهذه الأمراض وذلك قبل ظهور أعراض تدل عليها بهدف تقديم العلاج المناسب في المراحل المبكرة لتفادي المضاعفات. لذلك فإننا ننصح جميع الأشخاص البالغين القيام بإجراء الفحوص التالية حسب أعمارهم وجنسهم أما للأشخاص من ذوي الخطورة المرتفعة كوجود تاريخ مرضي للإصابة بالأمراض المزمنة في أقاربه من الدرجة الأولى أو في حال السمنة وزيادة الوزن أو مع وجود أمراض مزمنة أخرى فيتم إجراء هذه الفحوص بشكل مبكر و متكرر حسب إرشادات الطبيب.

قياس الطول والوزن ومحيط الخصر و مؤشر كتلة الجسم:
ينصح بقياس الطول والوزن ومحيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم كل سنتين ابتداء من سن 20 سنة (يحسب مؤشر كتلة الجسم بقسمة وزن الجسم بالكيلوجرام على مربع الطول بالأمتار) ، لتحديد ما إذا كان الوزن زائداً أو ناقصاً، وبالتالى تحديد ما إذا كان الوزن يشكل خطراً على صحة الشخص. إذ تعتبر السمنة المفرطة أحد عوامل الخطورة للإصابة بكثير من الأمراض مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري. ولكن ينصح الأفراد بقياس أوزانهم بشكل دوري و الحفاظ عليه .

قياس ضغط الدم:
يُنصح بإجراء هذا الفحص كل سنتين ابتداء من عمر 20 سنة، خاصة وأن ارتفاع ضغط الدم لا يؤدي إلى ظهور أعراض عند كثير من الناس، وفي حال عدم الكشف عنه ومعالجته، يتعرض المصاب لخطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية أو تلف الكليتين.لذا فان الكشف المبكر وعلاج ارتفاع ضغط الدم يجنب الشخص كثيراً من المضاعفات.

قياس مستوى الكوليسترول:
ينصح بالخضوع لقياس مستوى الكولسترول كل خمس سنوات على الأقل ابتداء من عمر 20 سنة. و يوجد نوعان من الكوليسترول: الكوليسترول عالي الكثافة وارتفاع معدلاته تعد علامة جيدة للحماية من أمراض القلب لأنه يحمل الدهون بعيداً عن الشرايين إلى الكبد للتخلص منها، والكوليسترول منخفض الكثافة، الذي يسهم في ترسيب الدهون على جدران الشرايين ولذلك فان ارتفاعه مرتبط بالاصابة بأمراض تصلب الشرايين. لهذا يُجرى فحص الكوليسترول لمعرفة مدى مستوياته.

فحص السكري :
وينصح به عند سن الخمس وأربعين بمعدل كل 3 سنوات ويفضل إجرائه قبل ذلك لذوي الوزن الزائد ومرضى ارتفاع الضغط و الكولسترول و عند وجود تاريخ مرضي للإصابة بداء السكر في أقرباء الدرجة الأولى.


فحوص دورية للنساء:
وتشمل فحص النساء الدوري لعنق الرحم الذي ينصح به كل سنة إلى 3 سنوات ابتداء من سن 21 سنة للمتزوجات و الفحص الاكلينيكي للثدي بشكل سنوي و نصح به من سن 20 سنة أما الفحص الإشعاعي (الماموجرام ) فينصح به كل سنة الى سنتين ابتداء من سن أربعين سنة.


الفحوص الدورية جزء من نمط حياة صحي:

إن نتائج هذه الفحوص ليست مجرد أرقام بل علامات فارقة ضمن مسؤوليتنا كأفراد تجاه أنفسنا نستدل بها في مواصلة الطريق نحو حياة أكثر صحة وسعادة. ان إجراء هذه الفحوص هو تأكيد على ضرورة تبنى نمط حياة صحي واكتساب عادات صحية و حافز لمراجعة و تقييم كل شخص لسلوكيات حياته والعزم على التغيير الايجابي حتى ولو بشكل خطوات بسيطة و التي حتما ستتراكم بالتدريج نحو الهدف المنشود. إن كنت لم تكن قد أجريت هذه الفحوص من قبل أو مضى على قيامك بها مدة طويلة فلا تتردد في القيام بها ألان و لتكن هذه الخطوة بداية لمجموعة الخطط المؤجلة لحياة نشطة ، تغذية سليمة ،صحة نفسية وروحانية.