أولادنا والمخدرات

الكاتب: غير معروف
عن الكاتب: -
التصنيف: المخاطر الصحية

 

نسمع الكثير عن أنواع المخدّرات، ومضارها، وتأثيرها واختبارات المدمنين في البرامج التلفزيونيّة، إلاّ أنّه من الأجدى لنا لو استطعنا أن نحمي أولادنا من المخدرات قبل وقوعهم في شراكها، لذا من الحكمة أن نستعرض بعض الأمور لتُساعدنا أن نتنبّه لخطر المخدرات باكرًا وذلك لتجنيب أولادنا هذه التّجربة المرّة. وإن حلّت هذه المصيبة عند أحد أولادنا – لا سمح الله – وجب اللجوء فورًا الى طبيب متخصّص ليُعالج الأمر بالطرق العلميّة اللازمة. 
ما هي المؤشّرات التي تدلّ على تعاطي الولد للمخدرات؟
لقد أجمعت معظم المصادر والدراسات الطبيّة والعلميّة على ظهور بعض من هذه المؤشرات والدلائل (أو جميعها) في حياة من تورّط في المخدرات، من الدلائل للتورّط في المخدرات التلكؤ والتكاسل في الذهاب الى المدرسة، التراجع في العلامات، مشاكل سلوكيّة في المدرسة أو الجامعة، ومع الناس، وكثرة المشاجرات في البيت مع أفراد العائلة، الابتعاد عن أصدقاء قدامى والإلتصاق بآخرين، تغيّرات مفاجئة في المزاج والشخصيّة مثل حدّة الطبع، تعصيب، شكوك بالآخرين، إنزواء، وايضاً من المؤشرات عدم المبالاة وفقدان الإهتمام بالكثير من الأمور رغم أهميّتها، كثرة نسيانه للأمور وعدم قدرة على التّركيز كما يجب، ازدياد التكتّم والسّريّة في حياته والابتعاد عن افراد العائلة، مظهر مُهمَل أو متراخٍ مشية بطيئة أو متعثرة،كسل وارتخاء غير مبرّرين أو نشاط زائد وكثرة كلام، احمرار أو جحوظ في العينين، نظرة فارغة، أو تغيّر في شكل البؤبؤ، تعرق اليدين، وبرودتها، ورجفانها. دوخة أو تقيؤ، تغيّر في عادات الأكل سواء خسارة في الوزن أو ازدياده، اضطراب في النوم، تغيّر في رائحة النّفس، أو الجسد أو الثّياب، وجود أي اثر لوخز إبر في الذراع، الرجل أو أسفل القدم (حسب نوع المخدر)، حوادث سير متكررة، حاجة متزايدة للمال.
ويجب أن ننتبه، وجود إحدى هذه العوارض لا يعني بالتّأكيد أنّ الولد يتعاطى المخدّرات كما أن عدم وجودها كلّها لا يعني عدمه، يُحتمل إظهار نفس هذه العوارض عند تعرّض الولد لضغوطات أخرى، أو اضطرابات نفسيّة، وكلمة السر هنا أو المفتاح هو "التّغيير" فأي تغيير حادّ في مظهره، وشخصيّته، وتصرفاته أو مواقفه هو إنذار للأهل، في كلّ الأحوال أولادكم يحتاجونكم ويدعوكم للتحرّك الآن وإحتوائهم. 



كيف أساعد ولدي؟
• لا تقل "ابني لا يفعل هذا". هذه أبشع مقولة تقنع نفسك بها. فما من أحد محميّ 100% لذا لا تستخفّ ولا تعتبر الأمر مبتوتًا وغير واردٍ.
• توقف عند كلّ إشارة. قد لا يكون ابنك يتعاطى المخدّرات حتى ولو ظهرت عليه بعض الإشارات لكن يجب أن تتأكّد. لا تتعامى عن أيّة إشارة.
• إعرف كل شيء عن أولادك. ماذا يفعلون في أوقاتهم. أين يتواجدون ومع من. تحقّق من صدق هذه المعلومات بطريقة ذكيّة. إنتبه من المعاشرات الرديئة.
• كن موجودًا دائمًا عندما يحتاجك أولادك. إجعل الصّداقة والحوار أساسًا في علاقتك بأولادك حتى يعتادوا مشاركتك بأخبارهم. وأظهر لهم اهتمامًا خاصًّا بأمورهم وشاركهم بنشاطاتهم وهواياتهم. 
• عالج كلّ مشكلة يتعرّض لها ولدك ولا تتركه يتخبّط بأزماته. احترم همومه ولو بدت لك تافهة .
• كلمة خاصّة للأم: إياكِ وإياكِ أن يكون تقدّمكِ في العمل على حساب الأولاد. إحسبي أولويّاتك جيدًا. البيت الفارغ يسبّب أزمات حادّة للأولاد. الوقت الذي يكون فيه الأولاد وحدهم بعد رجوعهم من المدرسة خطر جدًّا خاصّة في عمر المراهقة. 
• اشغل أولادك بنشاطات إضافيّة وهوايات نافعة واملأ أوقات فراغهم بأشياءٍ بنّاءة.
• الله أوجد العائلة لتكون الحصن المنيع الدافىء للولد. فلا تستهن بإهميّة البيت السليم والمتين.
• إشرح له بالتفصيل عن المخدرات باكرًا، كيف تبدأ وكيف تنتهي. استخدم العلم لتريه تأثيرها على الدماغ. حتى الصغار حذّرهم من أخذ أيّ شيء من أيّ شخص غريب.
• كن القدوة لهم في كلّ شيء، والمثل الأعلى في عيونهم. ابتعد عن التدخين والمشروب وعلّمهم مساوءها. فالدراسات العلميّة والاحصاءات تؤكّد أنّ الأولاد المدخّنين والذين يشربون الكحول هم الأكثر عرضة لتجربة المخدرات. 
• تبنَّ مبادىء وقِيَمًا عالية. ابنِ بيتك على التعاليم الإسلامية. لذا تربح نفسك وعائلتك إن أنت بنيت بيتك على الأساس الصالح والصلب والمتين. 
في خلاصة الأمر، التربية مسؤوليّة كبيرة وعلى الأهل قبول التحدّي. وإن حصل ووقع ولدك في ورطة المخدرات تذكّر دائمًا أنّ الله بجانبك. فستجد أنّه يُقوّيك ويُعطيك نعمة لتُرافقه وقوّة لتنقذه من أزمته. المهمّ أن تطلب معونته وتستعين بذوي الخبرة والإختصاص.