السمنة والسكري

الكاتب: إيمان خليل الانصاري
عن الكاتب: ممرضة متخصصة
التصنيف: الرعاية الصحية

تعتبر السمنة من أهم العوامل المرتبطة بالإصابة بمرض السكري، والسمنة لم تعد مقتصرة على البالغين، فهي تؤثر على حد سواء على الأطفال والكبار بسبب نمط الحياة الحديثة في الوقت الراهن.

وعن علاقة السمنة بمرض السكري، فقد تبين أن السمنة تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري بنسبة 80 – 85% ، فكتلة الجسم البالغة أكثر من 30%، تصنف صاحبها في مصاف الأشخاص السمينين وترفع من خطر إصابتهم بمرض السكري.

والأبحاث الحالية توصلت إلى أن الخلايا الدهنية لدى الأشخاص السمينين تفرز مواد وإنزيمات من شأنها أن تقلل قابلية الجسم للاستفادة من الانسولين الذي يفرزه الجسم نفسه ويضعف من عملها وهو ما يعرف بمقاومة الجسم للانسولين.  وفي أغلب الأحيان يعاني هؤلاء الأشخاص من تجمع الدهون حول منطقة الخصر والبطن.

ومن الناحية الأخرى ما يعزز مقاومة الجسم للأنسولين هو عملية أيض الجسم والتي تتأثر بكمية الدهون المتراكمة في الجسم، فكلما أختل اتزان عملية الأيض وتباطؤها في الجسم، تفرز بعض المواد الدهنية في الدم ويترتب عليه مقاومة الجسم للانسولين.

ومن هنا فإن الحاجة إلى معالجة السمنة من جذورها أمر أساسي لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري وما يترتب عليه من مضاعفات.

ويعد تغيير نمط الحياة بشكل جذري من أفضل الطرق للوصول إلى الهدف المنشود على المدى الطويل.

فيجب البدء بتغيير ثقافة الغذاء بشكل عام، فلا بد من الاستعاضة بوجبات صحية لتحل محل الوجبات السريعة ويغير ثقافة الطبخ لدينا، فالكثير من الأطعمة تعتمد على طرق الطبخ غير الصحية كالقلي، فلا بد من تحقيق التوازن في طريقة الطهي واعتماد طريقة صحية تبتعد عن الدهون والطهي بطريقة تحفظ القيمة الغذائية للأطعمة. ومن الأمور المهمة جداً عدم الانصياع وراء الإعلانات المغرية للحلويات والأطعمة غير الصحية التي باتت منتشرة بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي.

فحجر الأساس للتحكم في الوزن ومعالجة السمنة هو التغذية الصحيحة وممارسة الرياضة ومما يتوجب الإشارة إليه ضرورة الالتزام فيها كقاعدة حياتية وليس إجراء مؤقت.  وبالنسبة للأشخاص المصابين بالمسنة المفرطة، فعليهم التفكير بالإجراءات البديلة للحمية كحلول الجراحة بعد استنزاف خيار التغذية والرياضة الصحيحة.  فالحلول الجراحية هي ليست الوسيلة الأولى لخسارة الوزن ولكنها قد تكون الوسيلة الأمثل لعلاج بعد حالات السمنة، كالأشخاص ذوات الكتلة الجسمية العالية البالغة أكثر من 40%.

ويجب التنويه أنه حتي في الحالات التي يتم فيها معالجة السمنة كالخيارات الجراحية، فإن التغذية الصحيحة وممارسة الرياضة المعتدلة تبقى الأساس لنيل النتائج المرجوة من هذه الخيارات الجراحية.