برنامج زراعة القوقعة

الكاتب: غير معروف
عن الكاتب: -
التصنيف: غير مصنف

يعد برنامج زراعة القوقعة من أنجح البرامج التي تدعمه وزارة الصحة منذ تأسيسه في عام 2001، و لا يخفى أن مشكلة الاعتلال السمعي تعتبر من الإعاقات التي تجعل الشخص المصاب في عزلة عن العالم ولا يمكن أن يكون انسانًا طبيعيًا و مُنتجًا في المجتمع إلا في حدود ضيقة جدًا. بالإضافة إلى ذلك فان الإعتلال السمعي يشكل عبئا على المجتمع, و الشخص الأصم ليس لديه القدرة على مواصلة حياته العلمية و العملية إلا بعد انفاق تكاليف باهضة على التأهيل مقابل اكتسابه مهارة محدودة جدا من التواصل و هي لغة الإشارات, و هذه مهارة لا يعرفها معظم أفراد المجتمع إلا من تدرب عليها.

و الهدف من إقامة برنامج زراعة القوقعة الالكترونية هو الاكتشاف المبكر لحالات الاعتلال السمعي منذ الولادة و بعد اكتشافها يمكن اخضاع هؤلاء المصابين لعملية زراعة القوقعة و من ثم إدراجهم في المجتمع كأشخاص طبيعيين جدا في المجتمع لمواصلة مسيرة حياتهم.

ثم توسعت الدائرة لتشمل الأشخاص الكبار الذين فقدوا السمع لأسباب مختلفة مثل الحوادث و بعض التهابات المخ و الجهاز العصبي, مما تهدد تلك الحالات المصابين بالاعتلال السمعي بفقد وظائفهم أو فقد مقاعدهم الدراسية. فتكون عملية زراعة القوقعة ضمانا لارجاع السمع و تأمين مستقبلهم الوظيفي أو الدراسي, و خاصة من في عاتقهم عوائل يعيلونها.

لقد تأسس برنامج زراعة القوقعة في وزارة الصحة على أساس متين مبني على عدة مقومات:

الاول: وجود فريق يحمل مؤهلات و مهارات مثل الجراحين و أخصائيين السمع و التأهيل,  و معدات جراحية  بالاضافة الى قاعدة بيانات كبيرة لاحصاء الاشخاص ذوي الاعتلال السمعي عن طريق عيادة خاصة للاعتلال السمعي قبل تأسيس البرنامج بسنوات طويلة. و يكتمل الفريق بوجود أطباء الاطفال للنمو و التطور مع الأطباء النفسانيين.  

الثاني: الدعم الكلي للبرنامج من قبل وزارة الصحة و تبنيه و جعله في أولوية اهتمامها.

و تأسس البرنامج في عام 2001 على هذا الاساس المتين و كان بصيص أمل لأهالي الأطفال بأن يخرج أطفالهم من عالم الصمم الى عالم التواصل و سماع الحياة بكاملها. و كان ذلك نموذجا ناجحا و محل إعجاب للكثير من دول الجوار في المنطقة, حيث استفادوا من تجربة البحرين لاقامة برامج مشابهة عندهم لزراعة القوقعة.

و قد مر البرنامج بتحديات كبيرة منذ نشأته و كانت تتمثل التحديات بعدم توفر الاجهزة في الوقت المناسب مما ادى الى طول قائمة الأنتظار لعمليات زراعة القوقعة, و عندما يتجاوز الأطفال السنتين من العمر تبدأ الاستفادة من جهاز القوقعة بالتضاؤل تدريجيا, حتى يتجاوز الخمس سنوات فتكون الاستفادة قليلة جدا. و حدث أن تم إخراج بعض الأطفال من قائمة الأنتظار بسبب تجاوزهم العمر المناسب لزراعة القوقعة و ذلك لعدم توفر الأجهزة في ذلك  الحين. و كان ذلك سببا لاستياء الأهالي و تقدمهم المستمر بالشكوى لعدم توفر الأجهزة و تأخر أطفالهم 

بفضل عزم وزارة الصحة تم مؤخرا في نهاية عام 2015 شراء 80 جهازا للقوقعة الالكترونية, اذ تم زراعة 30 جهازا منذ شهر ديسمبر 2015 الى شهر أبريل 2017, و تجاوز عدد الحالات التي تم زراعتها منذ بداية البرنامج في عام 2001,  220 حالة.