الثقة بالنفس

الكاتب: منال صالح طاهر
عن الكاتب: باحثة اجتماعية
التصنيف: المحافظة على الصحة، الرياضة، والنظام الغذائي

الثقة بالنفس صفةٌ من صفات الفرد الناجح، إذ تعطي من يمتلكها شعوراً بأنه قادرٌ على تحقيق ما يريد من خلال التعبير عن مواقفه وآرائه والتعامل مع الغير بإيجابية.                                                              

تعرف الثقة بالنفس على انها سمة شخصية يشعر معها الفرد بالكفاءة والقدرة على مواجهة الظروف المختلفة مستخدما أقصى إمكاناته وقدراته لتحقيق أهدافه، وهي مزيج إيجابي من الفكر والشعور والسلوك الذي يعمل على تشجيع النمو النفسي السوي والوصول بالفرد إلى المستوى المطلوب من الصحة النفسية والتكيف النفسي والإجتماعي .وهي صفةٌ مكتسبةٌ من البيئةِ وتلعب الخبرات الحياتية دوراً مهماً في تشكيلها. ويمكن أن نصنف الثقة بالنفس إلى نوعين:                                                                                                                   

  • الثقة المطلقة بالنفس: وهي التي تستند إلى مبررات قوية فالشخص الذي يتمتع بهذه الثقة يواجه الحياة ولا يهرب من شيء من منغصاتها، يتقبلها دون أن يفقد شيئاً من ثقته بنفسه.
  • الثقة المحددة بالنفس: حيث ترتفع وتنخفض بحسب مقوماتها والظروف المحيطة (الموقف- المكان- الزمان -والموضوع).

ومن المظاهر التي تدل على ثقة الفرد بنفسه هي أن يكون على علاقة وثيقة مع الآخرين ويمكنه مواجهة المواقف المحرجة حيث تكون لديه المقدرة على الخروج من الإحباط بكفاءة من أجل الإستمتاع بالحياة، فروحه مرحه ونظرته واقعية متفائلة، ولديه القدرة على التغيير للأفضل، بينما الشخص الذي تنخفض أوتنعدم ثقته بنفسه يلقى صعوبات في علاقاته الإجتماعية ويتعرض دوماً إلى المشكلات في محيط الأسرة والعمل .

إن السنوات الخمس الأولى من حياة الفرد هي اللبنة الأساسية في تكوين الثقة بالذات وتشكيل الشخصية، وقد أشار علماء النفس إلى أن  لها علاقة وثيقة بإسلوب التنشئة الإجتماعية، ويمكن سرد الأسباب التي قد تضعف الثقة بالنفس إلى مجموعة الأفكار والمعتقدات والقيم المحبطة للذات التي يتلقاها الفرد من والديه، التعرض للاعتداء أو لموقف حاد كالإحراج أوالإهانة من الوالدين أو المعلمين وغيرهم بشكل جارح، و الخبرات والتجارب السلبية التي يمر بها الفرد ومنها الفشل في الدراسة أوالعمل، ويلعب الوسط الإجتماعي دوراً سلبياً في ضعف الثقة بالنفس وذلك بمخالطة الأفراد المحبطين ونظرة  الأهل والأصدقاء السلبية للفرد وعدم إعتمادهم عليه في الأمور الهامة أو عدم إعطائه الفرصة لإثبات ذاته أو مقارنته بالآخرين، ومنها ما يرتبط بنمط التفكير والمشاعر كالتفكير السلبي وحديث الذات السلبي وعدم الإحساس بالأمان والخوف والقلق، هذا ولا يمكن إغفال ما للأمراض النفسية مثل الرهاب والخوف والعوامل الشخصية من أثر في إضعاف الثقة بالنفس، كمقارنة الفرد لنفسه مع الآخرين أو عدم إهتمامه بمظهره الخارجي أو نقص خبراته الحياتية والعلمية، كذلك يلعب التأهيل الديني السلبي الذي يفرط في التشديد على مشاعر الذنب دوراً في إضعاف الثقة بالنفس. 

وإذا ما تحدثنا عن تقنيات تعزيز الثقة بالنفس فسنجد التخطيط أول وأهم هذه التقنيات، فعليك عزيزي القارئ أن تضع لنفسك أهدافاً مكتوبة سواء على المستوى الشخصي أوعلى صعيد الدراسة أوالعمل لأنها تعطيك شعوراً بالمسئولية وبالتالي تمدك بالثقة بنفسك. وليكن حوارك الداخلي (حديث الذات) على الدوام حديثاً إيجابياً، اعتنِ بمظهرك الخارجي فهو ركيزة مهمة لثقتك بنفسك، وانتقِ رسائل الاتصال اللفظي وغير اللفظي المناسبة، واتخذ وضعية مريحة لجسدك تعكس ثقتك بنفسك، تحدث بجرأة وبصوت عالي ونبرات واضحة، تواصل بشكل إيجابي مع الآخرين، شاركهم، قدرهم، اكسبهم وقدم مساعدتك لهم، لأن ذلك  يدعم ثقتك بنفسك، و شارك في المجالات الثقافية والإجتماعية كالقراءة والإنخراط في العمل الخيري وغيرهما، فذلك ينمي من خبراتك الحياتية والعلمية وينعكس إيجاباً على ثقتك بنفسك، و لا تنس أن تزاول هواياتك وتمارس  الأنشطة الترويحية والرياضية وتمارين الاسترخاء،  فالاسترخاء يعتبر متنفساً للإنسان للتخلص من الضغوط النفسية وعاملاً مهماً للشعور بالذات وتقديرها.

إن الثقة بالنفس تشعرك أن حياة كل شخص متميزة عن سواها وتساعدك على اكتشاف خصائصك، وتجعلك مدركاً تماماً لإمكاناتك وقدراتك ونقاط ضعفك، وتعطيك الإستعداد أن تتخذ لك قدوة، وتوضح لك هدفك وتدفعك للوصول إليه فهي مصدر طاقتك.

 

 

المراجع:

 

  • إبراهيم الفقي: الثقة والإعتزاز بالنفس، دار التوفيق للطباعة و النشر و التوزيع، 2008.

     

  • روبرت أنتوني: "الأسرار الكاملة للثقة التامة بالنفس". الناشر: مكتبة جرير، 2010، الطبعة الثالثة. ص43-51 .

      

  • https://ncys.ksu.edu.sa/sites/ncys.ksu.edu.sa/files/Academic%20achievement%204_5.pdf دراسة حول الثقة بالنفس ودافع الإنجاز لدى عينة من الطلاب المتفوقين دراسيا والعاديين في المرحلة المتوسطة بمدينة عرعر.