الابتزاز الإلكتروني للأطفال والمراهقين

الكاتب: هدى سند
عن الكاتب: باحثة الاجتماعية
التصنيف: غير مصنف

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من البرامج الإلكترونية الحديثة والتي كان لها الأثر الكبير في اندماج البعض فيها حتى الإدمان مما جعلهم أداة سهلة للاستغلال والابتزاز، لم يقتصر ذلك على شريحة أو فئة معينة من المجتمع إنما طال أثرها حتى الأطفال والمراهقين مما جعلهم عرضة لكافة أنواع الجرائم وخاصة الجرائم الإلكترونية، فقد عرفت مجتمعاتنا مفهوما حديثا من الجرائم وهو الابتزاز الإلكتروني. 

يعرف الابتزاز الإلكتروني بأنه عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين.

وتنتشر جرائم الابتزاز بكثرة وخاصة للأطفال والمراهقين لعدة أسباب ومنها: ضعف الرقابة الأسرية، وتقصيرها في توجيه الأبناء وعدم مراقبتهم، والتفكك الأسري، والفراغ الروحي أو العاطفي، وأصدقاء السوء، والتقنيات الحديثة مثل الإنترنت وبعض القنوات الفضائية والإعلام.

هناك بعض القواعد والنصائح التي يمكننا تقديمها للأطفال والمراهقين لحمايتهم من الابتزاز الإلكتروني منها:

  • عدم مشاركة الناس حتى المقربين بالأسرار الشخصية والصور إن لم تكن مقبولة ضمن المعايير العامة.
  • التفكير ملياً قبل إضافة أو قبول طلبات الصداقة، ورفض طلبات الصداقة من الأشخاص غير المعروفين أو غير المقربين.
  • الحذر من التفاعل أو الدخول إلى الروابط والإعلانات التي تتواجد بكثرة على المواقع الإلكترونية، فالكثير منها يكون بمثابة مصيدة للابتزاز الإلكتروني.
  • عدم نشر معلومات خاصة بالعائلة.

 

ولكن غالبًا يتبادر السؤال الآتي في ذهن الآباء: ماذا أفعل في حال تعرض ابني وابنتي للابتزاز الإلكتروني؟ والجواب إليك ما يمكنك فعله:

  • تشكل التوعية بسبل التعامل مع البرامج الالكترونية، ومواجهة المبتزين من أهم القواعد التي تحمي الأطفال والمراهقين من جريمة الابتزاز، ولذا يتوجب على الأسرة تثقيف الأبناء نفسيًا وتربويًا واجتماعيًا وعلميًا لكيفية التعامل في حال التعرض للابتزاز.
  • إخبار الأبناء بضرورة مصارحة الوالدين أو أحد الأقارب وعدم الانصياع للمبتز، ومنحهم الثقة وشعور الأمان لتشجيعهم على المصارحة.
  • تفعيل قيمة المراقبة الذاتية لدى الأطفال والمراهقين، فهذا أفضل من مراقبته فعليًا والتي قد تسبب مشكلات أخرى.

ولا ننسى بأن للتنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي دورًا هامًا ورئيسيًا في تقويم وضبط سلوك الطفل وبالتالي عدم تعرضه لأي نوع من أنواع الاستغلال والابتزاز والتي يجب أن تغرس في الأطفال منذ نعومة أظفارهم ومن أهم هذه الأركان والمقومات:

- التوجيه والإرشاد:

بالإمكان القول بأن الفرد يولد كصفحة بيضاء تجعل الصغار كما المراهقين والراشدين بحاجة إلى تعلم أساليب التعامل الاجتماعي السليم وهو ما يتم عن طريق التوجيه والإرشاد الذي تفرضه عملية التنشئة الاجتماعية.

- مرونة السلوك:

يولد الفرد بعدد من الإمكانات العقلية والبدنية التي لا ترى النور وتتبلور إلا من خلال المرور بخبرات معينة عن طريق التنشئة الاجتماعية حيث يتكيف السلوك (باعتباره قابلا للتعديل والتشكيل) مع المواقف وما يمر به الإنسان من تجارب وخبرات.

- التفاعل الاجتماعي بين المرء والمحيطين به:

ويبقى المحرك الأول لهذا التفاعل هو حاجات الإنسان فالإنسان منذ ولادته يكون مضطراً للتفاعل مع الآخر لإشباع حاجته من الطعام والنوم والراحة، ثم تكبر هذه الحاجات وتتعدد وتتشعب لتكبر معها حاجة الفرد إلى التفاعل الاجتماعي وتتحول من حالة فسيولوجية إلى حاجات اجتماعية (اللعب، التعلم، الزواج، تكوين الأسرة، العمل).

في الختام، دائمًا ما تكون الوقاية خير من العلاج، ليس فقط في المجال الصحي إنما في المجال الاجتماعي أيضًا، لذلك يجب علينا كآباء بأن نجعل المراقبة المستمرة لأبنائنا هي الوسيلة الوحيدة التي تمنع استغلالهم ليس فقط الكترونيًا بل يشمل ذلك جميع مجالات الحياة.

 

المراجع:

  • محمد فنخور العبدلي: "ظاهرة الابتزاز" (المكتبة العربية، مكتبة الكترونية)

https://ketabpedia.com/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84/%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B2/

  • بلال جناجرة: "الانترنت والابتزاز الالكتروني" (مكتبة نور، مكتبة الكترونية). 

https://www.kutub-pdf.net/book/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A.htm