مضخة الأنسولين لمرضى السكري وصوم شهر رمضان

الكاتب: إيمان خليل الانصاري
عن الكاتب: ممرضة متخصصة
التصنيف: المحافظة على الصحة، الرياضة، والنظام الغذائي

أيام قليلة ويطل علينا شهر رمضان المبارك وهو فرصة ثمينة للاختلاء بالنفس والروح والارتقاء بها إلى درجات السمو العليا. فشهر الرحمة، من شأنه أن يحمل معه أسمى آيات الطمأنينة والصفاء؛ والتي تُضفي على الإنسان الراحة النفسية؛ والتي هي أساس أي علاج روحي وجسدي.

ومن هذا المنطلق، فإن مرض السكري يُعد من أحد الأمراض المزمنة التي تتأثر بالحالة والعوامل النفسية والإجهاد النفسي والجسدي. وعليه فإن شهر رمضان المبارك، فرصة لاسترداد الصحة والقوة النفسية والجسدية وما تحمل في طياتها من نتائج ايجابية على كثير من الأمراض ومنها مرض السكري.

وهناك الكثير من الأمور التي يتوجب على الفرد مراعاتها عند اتخاذ قرار صيام شهر رمضان المبارك، إذ ينبغي على مريض السكري مشاورة طبيبه الخاص قبل الشروع بالصيام، فهناك فئة من المرضى لا يحبذ لهم الصيام، كالمرضى المصابين بمضاعفات السكري مثل أمراض القلب والكلى واختلال البصر، فهؤلاء معرضون أكثر لاضطرابات مستويات السكر ومضاعفات هبوط السكر أو ارتفاعه كحموضة الدم الكيتونية.

والمرضى المعتمدين على الأنسولين، كذلك لا بد لهم من مراجعة الطبيب قبل الشروع في الصيام لضبط الجرعات وأوقاتها، ففي أغلب الأوقات، يحتاج المريض إلى جرعات أقل على اعتبار التزامه بنظام غذائي صحي، كما وأنه في بعض الأحيان يحتاج إلى تغيير نوعيته في أغلب الأحيان عند الصيام. ولا بد أن يقوم المريض بفحص سكر الدم عدة مرات في اليوم أثناء فترة الصيام، مع لزوم إنهاء الصيام حال الإحساس بأعراض هبوط السكر في الدم، كالدوخة والتعرق والإغماء.

ويستخدم عدد من مرضى السكري في مملكة البحرين مضخة الأنسولين، حيث وفرت سابقاً وزارة الصحة لعدد من مرضى السكري هذه المضخة، كما قامت بعض المؤسسات الخيرية بالتبرع لمرضى السكري بهذه المضخة بالتنسيق والتعاون مع مجمع السلمانية الطبي، لذا سأتطرق في موضوعي هذا إلى مضخة الأنسولين وصوم شهر رمضان المبارك.

بدايةً، أود أن أُشير إلى أن مضخة الأنسولين هي تقنية مكونة من جهاز ملتصق دائماً بالجسد من الخارج يمتد منه أنبوب بلاستيكي يزرع تحت الجلد ويتم إدخال بيانات الوجبة بعد حساب الكربوهيدرات فيها وإعطاء أمر للمضخة بضخ الأنسولين تحت الجلد، وهي بذلك تقنية تُساعد مرضى السكري في السيطرة على المرض وتخفف معاناتهم من جراء حقن الإبر اليومي.

إن مضخة الأنسولين تؤمن تقديم الأنسولين المتواصل طيلة ساعات الليل والنهار مع برمجة المعدلات الأساسية للأنسولين مع تفصيل الجرعات لتناسب احتياجات كل فرد على حدة. ويعالج المصابون أنفسهم بجرعات من الأنسولين عند تناول الوجبات أو عند ارتفاع سكر الدم، وذلك بمساعدة حسابية من المضخة. ويسمح الاقتصار على الاعتماد على الأنسولين السريع التأثير أو القصير الأمد بمرونة وبدقة عالية، إلا أنه من المطلوب إجراء مراقبة متكررة لسكر الدم، لأن فشل المضخة أو موقع التسريب قد يؤدي لتدهور خطير في ضبط السكر خلال ساعات معدودة. ومن الناحية النظرية، يمكن تأمين تدبير أفضل للمخاطر المشتركة لنقص سكر الدم الذي ينجم عن صيامٍ مديدٍ أثناء النهار ولفرط سكر الدم الذي ينجم عن تناول كميات كبيرة من الطعام، وذلك باستخدام نظام علاجي يرتكز على المضخة أكثر مما تستخدم الحقن المتعددة بجرعات الأنسولين.

ومن الأمور المهمة التي ينبغي مراعاتها كذلك، الالتزام بنظام تغذية صحي، ولعل من أهم نقاطها تناول الأطعمة البطيئة الهضم كالكربوهيدرات المعقدة والبقوليات وتناول مقدار مناسب من الأغذية الغنية بالألياف كالخضروات، وينبغي عند الإفطار، مراعاة تناول كمية صغيرة من الطعام على فترات بدلاً من تناول وجبة كبيرة وتجنب الأطعمة المشبعة بالدهون والحلويات. كما وينصح بتأخير وجبة السحور قدر الإمكان وشرب الكثير من الماء لتجنب حالات الجفاف الذي من شأنه أن يؤدي إلى حموضة الدم الكيتونية.

ولا يفوتني في الختام أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى المسؤولين في مجمع السلمانية الطبي لاهتمامهم والعمل على توفير أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية المتطورة للمرضى بهدف تحقيق راحتهم وتلبية طموحاتهم وتطلعاتهم.

مع تمنياتي لكم بصيام مقبول وإفطار شهي. رمضان كريم وأعاده الله عليكم وعلينا بالصحة واليمن والبركات.