فعاليات واحتفالات تنظمها وزارة الصحة لإحياء اليوم العالمي للتوحد

فعاليات واحتفالات تنظمها وزارة الصحة لإحياء اليوم العالمي للتوحد

02/04/2017


في إطار تفعيل اليوم العالمي لمرض التوحد والذي يصادف 2 من أبريل من كل عام، تشارك وزارة الصحة بمملكة البحرين مع الجهات ذات العلاقة بفعاليات مشتركة تحت شعار "بدعمكم نحيا سعداء"، وذلك بهدف رفع الوعي المجتمعي بهذه الفئات التي تحتاج دعم ورعاية من قبل الجميع. 

وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 أبريل يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض، بما يكفل لهم التنعم بحياة كريمة على أكمل وجه، حيث أن التوحد مرضٌ لا يقتصر على منطقة دون أخرى و لا على بلد دون آخر، بل هو تحدٍّ عالمي يتطلب إجراء عالمياً.

 

وتأتي الغاية من الاحتفال السنوي باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد لتشجيع مثل هذا العمل وتوجيه الانتباه إلى ما يعانيه الأفراد المصابون بمرض التوحد وذويهم من سوء المعاملة والتمييز والعزلة، مما لا يمكن القبول به. وعلى نحو ما أبرزته الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن الناس المصابين بمرض التوحد هم مواطنون متساوون ينبغي أن يتمتعوا بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وقد شارك كل من ادارة تعزيز الصحة وقسم الامراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي ومشاركة وحدة الاطفال والناشئة بمستشفى الطب النفسي وجهات اخرى مثل قسم التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وعدد من الجمعيات الاهلية ذات العلاقة، في الفعاليات هذا العام 2017م.  

 

وحول علاقة التوحد بالوراثة يؤكد المختصون بعلوم الوراثة بوزارة الصحة إلى أن  الدراسات الحديثة تؤكد أهمية العامل الوراثي في التسبب بالمرض، فقد كشفت دراسة علمية جديدة أن التوحد يعتبر مرض وراثي في الأساس، حيث إن ما بين 74% إلى 98% من الحالات لها أسباب بيولوجية. ووجدت أن معدل اضطراب التوحد كانت أعلى في التوائم المتماثلة الذين تشاركوا نفس الحمض النووي. وهو ما يعني أن الحالة موروثة أكثر مما كان يعتقد سابقاً. ووجدت الدراسة التي أن الجينات الوراثية هي المسؤولة عن صفات وسلوكيات التوحد بين عامة الناس. كما انه معروف أن  العديد من المتلازمات الوراثية قد تصاحبها اعراض توحدية مثل متلازمة كروموسوم اكس المكسور Fragile X syndromeو متلازمة ريت Rett Syndrome ويمكن إجراء فحص وراثي لهذه الحالات. ونهدف من خلال هذه الفعالية تبيان أهمية العوامل الوراثية ودورها في تشخيص التوحد.

 

 ويشير المختصون في مجال الطب النفسي بوزارة الصحة إلى أن عبء المرض ليس فقط على الفرد بل أسرته بالأكمل، لما له من تأثير على النمو والتفاعل والتواصل الاجتماعي والأدراك الحسي والتفاعلي. وهو حالة مرضية تنتج من اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل وهو لا يعني فقط الانعزال والانطواء بل عادة ما يواجه الاشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي والتواصل الاجتماعي و صعوبات في الانشطة الترفيهية. وتجدر الإشارة ان التوحد يعد أسرع امراض الإعاقة انتشارا في العالم حيث يصاب على الأقل واحد من كل 100 طفل  تتمثل أبرز أعراض التوحد في أداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع، مثل لف الأصابع بطريقة معينة أو اللعب باللعبة نفسها بشكل مكرّر ونمطي ليس فيه تجديد أو تخيل، وكذلك الاهتمام بالأشياء المتحركة، مثل المراوح ، والاهتمام بتفاصيل الأشياء مثل نقاط في صورة أو حبة على الوجه، فيديم النظر إليها أو تحسسها دون الاهتمام بالتفاصيل وتبدأ هذه الأعراض خلال السنوات الثلاث الأولى، ويوجد أنواع مختلفة من التوحد، وتختلف أعراض المرض من طفل إلى آخر، لهذا السبب يقال بوجود اضطرابات طيف التوحد.

ويصيب التوحد الأطفال من كل الأعراق والقوميات، وبعض المصابين البالغين يستطيعون العمل وإعالة أنفسهم. لكن البعض الآخر يكون في حاجة إلى الكثير من المساعدة، لاسيما أولئك الذين تضررت لديهم العمليات الذهنية أو الذكاء، أو الذين لا قدرة لهم على الكلام أو التواصل. ونوعية الحياة التي يعيشها الطفل المصاب بالتوحد في مراهقته وبلوغه تتوقف على التشخيص المبكر للمرض، وشدة التوحد، وكثافة المعالجة الشخصية التي يتلقاها الطفل، ومن خلال التشخيص المبكر والمعالجة المركزة، تتحسن قدرة معظم أطفال التوحد على إقامة العلاقات مع الآخرين، وعلى التواصل وخدمة أنفسهم عندما يكبرون، ويمكن أن يصاب الأفراد الذين يعانون من التوحد بأعراض مستقلة عن أعراض التشخيص، ويؤثر ذلك على الفرد نفسه أو أسرته. .ولم  توجد بعد سبل طبية للشفاء من التوحد، ولكن التشخيص المبكر يساعد على تحسين الحالات لذا يجب أن يبدأ الاهل بالعلاج المبكر و المتابعة المستمرة للطفل لان التشخيص المبكر و تنفيذ برامج العلاج و التأهيل يوفر فرصا للتخفيف من حدة الأعراض. ويقدر أن 60-80% من المصابين لديهم علامات حركية تشمل ضعف العضلات، وضعف التخطيط للحركة، وضعف في المشي على القدمين. وفى حالة التوحد يكون العجز فى التنسيق الحركي أكبر من ذلك الموجود في حالة التوحد البسيط. ويصدر عن 75% من الأطفال المصابين سلوك غير عادى فى تناول الطعام، لدرجة أن ذلك كان سابقا مؤشراً لتشخيص المرض. وتعتبر الانتقائية هي المشكلة الأكثر شيوعاً، على الرغم من طقوس تناول الطعام ورفضه في بعض الأحيان، فإن ذلك لا يؤدى إلى سوء التغذية. ويدرس العلماء نظريات عديدة عن الأسباب الوراثية والبيئية للتوحد، من أجل محاولة معالجته بصورة أفضل. وتوضح البحوث الإحصائية أن احتمال إصابة الطفل بالتوحد يكون أعلى إذا كان في عائلته إصابات أخرى بالمرض، وإذا كان جنس الطفل ذكراً، وإذا كان عمر الأب أكثر من 40 عاماً، وإذا كان فى العائلة سوابق اضطرابات وراثية وعصبية.

 

الجدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أشارت إلى أنها تشعر ببالغ القلق إزاء انتشار مرض التوحد وارتفاع معدلات الإصابة به لدى الأطفال في جميع مناطق العالم، و ما يترتب على ذلك من تحديات إنمائية على المدى الطويل لبرامج الرعاية الصحية والتعليم والتدريب. وأكدت أيضاً على أهمية التشخيص المبكر والقيام بالبحوث والتدخلات المناسبة لنمو الفرد وإنمائه.  ويعد التوحد مرض يعيق النمو مدى الحياة، وتظهر علاماته خلال الأعوام الثلاثة الأولى من العمر، وينجم عنه اضطراب عصبي يؤثر على وظائف المخ، وهو غالباً ما يصيب الأطفال في بلدان عديدة بصرف النظر عن نوع الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ومن سماته العجز عن التفاعل الاجتماعي وصعوبة في التعبير بالكلام وبأي وسيلة أخرى، وإتباع نمط محدد ومتكرر من التصرفات والاهتمامات والأنشطة. ويترتب على انتشاره وارتفاع معدلات الإصابة به تحديات إنمائية على المدى الطويل، كما أن له أثر هائل على الأطفال و أسرهم وعلى مجتمعاتهم المحلية ومجتمعاتهم الوطنية.

ويهدف هذا اليوم العالمي للتوحد لتعريف المجتمع بحالة التوحد وطيف التوحد، وتفعيل الدور التوعوي والثقافي لدى فئات المجتمع المختلفة، ودمج أطفال التوحد في المجتمع، وتعزيز الثقة بأنفسهم وقدراتهم من خلال مشاركاتهم، والدعم النفسي والاجتماعي للمصابين بالتوحد وأسرهم، والتوعية عن البرامج التربوية والتأهيلية الخاصة لهم، والتعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات (التعليمية، التأهيلية، الرياضية، الترفيهية، المادية، والدمج المجتمعي)، والتعرف على أهم العقبات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في حياتهم اليومية وسبل تسهيلها، وتبادل الأفكار والرؤى والتجارب والخبرات، واستعراض طرق وأساليب تطوير الشراكة بين الأسرة والمراكز الخدمية.

وتستهدف الاحتفالات والفعاليات التي يتم تنظيمها كل من اسر الأشخاص ذوي الإعاقة، والمختصون والمختصات، والجمعيات الأهلية والمراكز المتخصصة، والمدارس والجامعات، والوزارات والمؤسسات، وأفراد المجتمع بصفة عامة.

 

التعليقات

حاليا لا يوجد أي تعليق.

سجل الدخول لإضافة تعليق

rating - 1 starrating - 2 starrating - 3 starrating - 4 starrating - 5 star