شهر مايو سجّل أعلى نسبة بين العمال في المنشآت الخارجية .. "السلمانية" يُسجل 190 حالة جلطة دماغية ونزيف منذ بداية 2017م

قالت رئيس قسم العلوم العصبية في مجمع السلمانية الطبي الدكتورة فاطمة عبد الله إن قسم العلوم العصبية استقبل نحو 190حالة مصابة بالجلطة الدماغية والنزيف منذ بداية العام الجاري 2017م حتى الآن، منها 161 جلطة دماغية و29 حالة نزيف في الدماغ. وشكّل المرضى البحرينيين 54٪ من الجلطات الدماغية و62٪ من حالات النزيف، وتبلغ نسبة المصابين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 -60 عاماً 75% من الحالات، وبنسبة 25% من الحالات في سن يزيد على 60 عاماً.

وأوضحت الدكتورة فاطمة أن من أهم مسببات الجلطة الدماغية الإصابة بأمراض السكر، وضغط الدم والكوليسترول والتدخين. أما أهم سبب لنزيف الدماغ فيتمثل في ارتفاع ضغط الدم، مشيرةً إلى أن مجمع السلمانية الطبي سجل خلال شهر مايو 2017 عدد 24 حالة من الجلطات الدماغية، بينها 17 حالة (70%) لعمال أجانب، وهي أعلى نسبة سجلت لهذا العام ومعظم الحالات في أوقات عملهم الرسمي. بالإضافة إلى المسببات لجلطة الدماغ مثل قلة شرب السوائل أوقات العمل مما يؤدي إلى نقص كمية الدم التي تصل إلى المخ بصورة كافية مع زيادة قابلية الدم للتخثّر والجلطات. بالإضافة إلى العامل الأهم المتمثل في عدم دراية المصابين بإصاباتهم بالأمراض المزمنة والمسببة للجلطات، بل يكتشفونها عند دخولهم للمستشفى. ودعت الدكتورة فاطمة الجهات المعنية وأرباب العمل إلى النظر بعين الاعتبار لهذا الجانب من خلال وقف العمل في أوقات الظهيرة مع ذروة ارتفاع حرارة الشمس وحث العمال على ضرورة شرب السوائل في أوقات العمل والتأكد من عمل الفحوصات الدورية وقياس ضغط الدم للوقاية من إصابات جلطات الدماغ والنزيف.

وأفادت الدكتورة فاطمة بأن أطباء الدماغ والأعصاب في مجمع السلمانية الطبي يعملون جاهدين لمكافحة وعلاج المرض الذي يُسجل تزايداً ملحوظاً من خلال نشر الوعي والتثقيف بين المرضى والمترددين على مجمع السلمانية الطبي للوقاية من الإصابة بالجلطة الدماغية، أما المصابين فيتم علاجهم تحفظياً باستخدام العقاقير لزيادة سيولة الدم مع الحرص على السيطرة على مسببات الجلطة لتجنب الإصابة بجلطات أخرى. كما تخضع بعض الحالات إلى جراحة بالدماغ هدفها إنقاذ حياة المريض من الموت ، حيث تم إجراء منذ بداية العام الجاري ثلاث عمليات جراحية لحالات تعاني من جلطة دماغية مريض واحد بحريني ومريضين أجانب، وذلك من خلال إزالة نحو 25 سنتيمتر من عظمة الجمجمة للسماح بالجزء المتورم نتيجة الجلطة الدماغية بالتوسع نحو الأعلى ، وليس إلى الجهة الأخرى من الدماغ، إذ أن تمدد الورم نحو الجهة الأخرى من الدماغ يُسبب ضغطاً على جذع الدماغ المسؤول عن الوظائف الحيوية كالتنفس والتحكم في ضغط الدم، ومن ثم وفاة المريض، موضحة أن العملية تستغرق نحو ساعتين إلى ثلاث ساعات، بحيث يتم تخزين الجمجمة في مكان معقم ، ومن ثم إعادتها لرأس المريض بعد نحو شهرين أو ثلاث بعد التأكد من علاج التورم . وتابعت بعض الحالات يتم ترخيص خروجها للمنزل لتمارس حياتها بشكل طبيعي، ولكن بعض الحالات تحتاج إلى فترة طويلة من التأهيل، لذا فإن بعض الحالات يتم تحويلها إلى مركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي لمواصلة التأهيل حتى يتمكن المريض من المشي والكلام.

وأوضحت رئيس قسم العلوم العصبية أن أسباب الجلطة الدماغية متعددة، أهمها ارتفاع ضغط الدم، ويليه السكري ثم الكوليسترول والتدخين. أما طرق العلاج فإنها متعددة وأهمها الاسبرين للمرضى المصابين بجلطة دماغية، وفي السنوات العشرين الماضية بدأ استخدام الإبرة المذيبة للجلطة الدماغية والتي يجب أن تستخدم في أول 4.5 ساعات من حدوثها؛ والتي ممكن أن تُقلل من نِسب الوفاة، كما تُقلل نسبة العجز، أما في مملكة البحرين فإن مجمع السلمانية الطبي أنشأ وحدة السكتة الدماغية منذ عام واحد حيث يُدخل أي مريض بالسكتة الدماغية إلى هذه الوحدة التي تتكون من تسعة أسرة للحالات الحادة لمدة أسبوع وبعدها يُنقل المريض إلى تسعة الأسرة المخصصة للعلاج الطبيعي والنقاهة، وبعدها يتم اخراج المريض إلى البيت في معظم الحالات، آملةً استخدام الإبرة المذيبة للجلطة الدماغية قريباً بمجمع السلمانية الطبي؛ والتي ستؤدي إلى تقليل نسبة العجز والوفاة بين المصابين بالجلطات الدماغية، ولكن ذلك يعتمد على سرعة احضار المريض للمستشفى وكذلك سرعة اعطاءه الإبرة خلال 4.5 ساعة من ظهور الجلطة الدماغية، مفيدةً بأنه على الرغم من كلفة الإبرة المذيبة للجلطة الدماغية إلا أنها تحقق العديد من المزايا والفوائد للمريض، حيث تُقلل عدد أيام مكوث المريض في المستشفى.

وأكدت الدكتورة فاطمة أن وزارة الصحة تقوم بتوفير كل التجهيزات والمواد والإمكانات اللازمة للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمرضى، حيث قامت مؤخراً بتجهيز وحدة السكتة الدماغية في مجمع السلمانية الطبي بالأسرة الحديثة وأجهزة مراقبة ضغط الدم والنبض، بما يُسهم في مصلحة المريض وتوفير أفضل الخدمات الصحية. وتقدمت بجزيل الشكر والتقدير إلى المسؤولين في وزارة الصحة، وفي مقدمتهم سعادة وزيرة الصحة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح، ووكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة مبارك بوعنق، والوكيل المساعد لشؤون المستشفيات الدكتور وليد المانع، ورئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي الدكتور جاسم المهزع، الذين يضعون صحة المريض على رأس الأولويات ويسعون دائماً نحو الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمرضى، واهتمامهم الملموس ودعمهم للخدمات الصحية وتشجيعهم للتطوير بما يصب في مصلحة المريض وتحقيق راحته. والشكر الجزيل لأطباء قسم الأشعة لسرعة عمل أشعة المخ الضرورية لتشخيص المرضى، وأطباء جراحة المخ على تعاونهم لإجراء العمليات الازمة للمرضى.